في هجرة حراضة التي تقع شمال غرب تربة، يعيش ما يزيد على 4 آلاف نسمة حياة شبه «بدائية» حيث انعدام الخدمات والمرافق الأساسية، أبسطها وأهمها الرعاية الصحية. فبخلاف افتقار الهجرة للدفاع المدني وفرع للبلدية، ومركز للهلال الأحمر، يعاني الأهالي من الإهمال الصحي، إذ لا يوجد مركز للرعاية الصحية بالهجرة، على الرغم من اعتماد وزار الصحة قرارا باستحداث مركز للرعاية الصحية بها طبقاً لتعميد حصلت عليه «الشرق» من وكيل وزارة التخطيط واقتصاديات الصحة. ويشكو أهالي الحرضة من إهمال الشوارع والنظافة، والإشراف على المحال التجارية، وانعدام خدمات الاتصالات بها، مطالبين المسؤولين بانتشالهم من الحياة البدائية التي يعيشونها. «الشرق» قامت بجولة في الهجرة والتقطت بعض الصور الفوتوغرافية لشوارع هجرة حراضة، والتقت الأهالي الذين يؤكدون معاناتهم عند إصابة أحدهم بمرض مفاجئ أو لدغات العقارب والثعابين أو حتى عند محاولة إنقاذ من يتعرضون لحوادث مرورية، وفقاً لما يرويه الشيخ ذيب بن خشيبان . ويضيف بن خشيبان أن المسافة التي يقطعونها لأقرب مركز صحي ومستشفى في الطائف أو تربة تتجاوز أكثر من 130 كم ذهاباً وإيابا مايعرَّض حياتهم للخطر أثناء نقلهم. ويتابع « إن مصابي الحوادث المرورية والنساء الحوامل يتم نقلهن بسيارات المواطنين ما يعرضهم لمخاطر أخرى بسبب تفاقم إصاباتهم إثر الإسعاف الخاطئ». وطالب المسؤولين التدخل والنظر في حاجة أبناء الهجرة لمركز صحي يخدم المناطق الرعوية التي يسكنها مئات الأسر بعد ما سماه ب «مماطلة الشؤون الصحية بالطائف ووعودها المتكررة التي لم تنفذها» رغم أحقية الهجرة بافتتاح مركز وفق الأوامر الصادرة من وزارة الصحة في الوثائق المرفقة. وبيَّن أن أحد سكان الهجرة تبرع بمنزل تنطبق عليه جميع شروط وزارة الصحة لاستخدامه كمقر للمركز إلا أن الشؤون الصحية بالطائف لم تنفذ ذلك. فيما يتهم المواطن ساير محمد بلدية تربة وأمانة الطائف بتجاهل هجرته التي يعيش فيها، إذ لم تقدم أي منهما أي خدمات ل «حراضة» سوى حاويات تتكدس فيها النفايات عشرات الأيام حتى يصل عمال النظافة لرفعها.مشيراً إلى أن الإهمال لم يقتصر على النظافة بل إن شوارع الهجرة التي تكتظ بالسكان تفتقر للتعبيد والسفلتة والإنارة، محذراً من الإضرار البيئية والصحية التي قد تنجم عن تكدس النفايات. وطالب وزارة الشؤون البلدية والقروية بافتتاح مكتب للبلدية يخدم الأهالي ويقوم بمتابعة المحلات التجارية التي لاتخضع للمراقبة وقد تعرض بعض المواد منتهية الصلاحية على المواطنين بينما بيَّن هليل مطر الدهيمي إن هجرة حراضة في حاجة ماسة لمركز للدفاع المدني بسبب المسافة الكبيرة التي تقطعها الفرق أثناء الحوادث للهجرة مثل الحرائق والاحتجاز وكوارث الأمطار التي تشهدها المنطقة وتحتاج لتدخل فرق الدفاع المدني بصورة عاجلة، مطالبا الجهات المعنية بالتعجيل في افتتاح مركز للدفاع المدني يخدم الهجرة والمناطق المجاورة. إضافة لاهمية افتتاح مركز للهلال الأحمر يساهم في إسعاف المصابين في الحوادث ونقلهم بشكل أمن، لاسيما وأن المنطقة يداوم بها معلمون ومعلمات يومياً من الطائف ومكة وتربة بصورة شبة يومية. وأشار المواطنان علي نفال ومطيلق البقمي إلى أن الهجرة في حاجة ماسة لمدرسة حكومية، إذ إن مقر مدرسة البنات مستأجر وسيضم ثلاث مراحل منذ مطلع العام، مناشدين وزارة التربية والتعليم النظر في معاناتهم وحاجتهم الماسة لمدرسة حكومية تجمع مراحل التعليم الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية وتنهي معانات بناتهن مع المباني المستأجرة والمتهالكة التي تهدد حياتهن. يقول المواطن محمد البقمي إن شركات الاتصالات المتنافسة لم تقم بتغطية هجرة حراضة بخدماتها لاسيما وهي منطقة مفتوحة ومرتبطة بصحراء خطرة ذات رمال متحركة يعبرها الرعاة وأبناء البادية الذين يحتاجون لوسائل اتصال أثناء تعرضهم للمخاطر في الصحراء لافتا إلى أن البرج الوحيد لايغطي المنطقة وأعطاله متكررة مطالبا شركات الاتصالات بتزويد المركز بخدماتها لاسيما وأن الكثافة السكانية تساعد على ذلك. إلى ذلك أكد رئيس بلدية تربة المهندس عبد الله مكي أن هجرة حراضة ليست من المناطق النائية التي تنطبق عليه الشروط لافتتاح فرع للبلدية بسبب عدم وجودها على طرق معبدة لافتاً إلى أن هناك فرق نظافة تقوم بزيارة للهجرة تقوم بتنظيفها وإزالة النفايات باستمرار بعد توزيع حاويات تجميع النفايات في شوارع الهجرة وأمام المنازل، وكذلك تسيير فرق رقابية ترصد مخالفات المحلات التجارية ومتابعتها. مضيفا أن زيارة المجلس البلدي رصدت بعض احتياجات الهجرة التي سوف ينفذ الكثير منها لاسيما سفلتة الشوارع . بينما قال الناطق الإعلامي لمديرية الشؤون الصحية بالطائف سراج الحميدان أن إدارة التخطيط والتطوير معنية بدراسة احتياجات كل منطقة بالمراكز الصحية، وفي حالة احتاجت المنطقة لأي خدمة صحية يتم رفعها لمجلس المنطقة والذي بدوره يرفعها إلى الوزارة لكي يتم اعتمادها في الميزانية السنوية .