عاد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد الحريري، إلى بيروت أمس الجمعة للمرة الأولى منذ 3 سنوات في زيارة يُنظَر لها باعتبارها ترسيخاً لزعامته للطائفة السنية بعد توغل عنيف من المتشددين في شمال شرق البلاد. وكان الحريري أكثر الساسة السنة نفوذاً في لبنان غادر البلاد بعد استقالة وزراء جماعة حزب الله وحلفائها من حكومته في 2011 ما أدى إلى رحيلها. ودون إعلان مسبق، وصل الحريري إلى السراي الكبير مقر الحكومة اللبنانية في بيروت في سيارة مرسيدس وعلت وجهه ابتسامة كبيرة لدى دخوله السراي التي التقى فيها رئيس الوزراء تمام سلام. وكان الحريري أعلن أن «المملكة العربية السعودية ستقدم مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لمساعدة الجيش اللبناني». وقال الحريري عبر حسابه على موقع «تويتر»: «عودتي أتت بعد الهبة السعودية التي يجب أن نرى كيف ننفذها ونترجمها دعماً للجيش والقوى الأمنية والعسكرية». وأضاف الحساب أن الحريري استهل نشاطه بزيارة ضريح والده رئيس الوزراء الراحل، رفيق الحريري، الذي اغتيل عام 2005 مما دفع الابن إلى دخول عالم السياسة. ويلقي الحريري باللوم على سوريا في التفجير الذي هز بيروت وقُتِلَ فيه والده، وتحاكم محكمة خاصة في هولندا 4 من أعضاء حزب الله غيابياً في القضية. وتأتي زيارة الحريري إلى لبنان عقب توغل عنيف من قِبَل المتشددين الذين عبروا من سوريا واستولوا على بلدة عرسال السنية في شمال شرق البلاد السبت الماضي. وانسحب المسلحون من البلدة يوم الأربعاء بعد معارك استمرت 5 أيام مع الجيش اللبناني. وكان هذا التوغل من قِبَل مسلحين بينهم مقاتلون ينتمون لتنظيم «داعش» الذي يسيطر على مناطق واسعة من العراقوسوريا هو الأخطر حتى الآن منذ بدء الصراع في سوريا قبل أكثر من 3 سنوات. وشهد لبنان إطلاق صواريخ وهجمات انتحارية ومعارك بالأسلحة بسبب الحرب السورية، وأدى الصراع إلى تفاقم جمود سياسي يعاني منه لبنان. ولا يزال لبنان بلا رئيس منذ مايو الماضي عندما انتهت فترة رئاسة ميشال سليمان. وتقع مناوشات بشكل منتظم بين السنة وميليشيات علوية في مدينة طرابلس الساحلية اللبنانية. وقال مايكل يانج وهو معلق سياسي «على مدى الأعوام الثلاثة الماضية حدث فراغ داخل الطائفة السنية، وزادت خطورة هذا الوضع لأن هذه الطائفة بدأت تزداد تشدداً».