قالت مصادر أمنية لبنانية إن ثلاثة جنود لقوا حتفهم عندما فجَّر انتحاري سيارة ملغومة عند نقطة تفتيش للجيش اللبناني في بلدة عرسال الحدودية اليوم السبت. ووقع الهجوم بعد ساعات من كلمة ألقاها الأمين العام لحزب الله بلبنان حسن نصر الله وأكد فيها أنه يحمي لبنان من خلال القتال في سوريا ضد المتشددين السنة. وأضافت المصادر أن ثلاثة جنود آخرين أصيبوا بجروح. وتضم بلدة عرسال آلاف اللاجئين السوريين وأيضا مقاتلين من المعارضة السورية وحلفائهم اللبنانيين الذين فروا من تقدم الجيش على الجانب السوري من الحدود. ويتهم متشددون سنة في لبنان الجيش اللبناني بالتآمر مع القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد وجماعة حزب الله اللبنانية الشيعية التي أرسلت مقاتلين إلى سوريا لدعم الأسد في تصديه لانتفاضة بقيادة السنة. وطالب نصر الله اليوم السبت، بدعم داخلي لمقاتليه بعد عام من تنامي العنف الطائفي في لبنان في أعقاب تدخل الحزب في الصراع السوري. وقال نصر الله لأنصاره عبر دائرة تليفزيونية من مكان سري في جنوبلبنان "البعض مشكلته الأساسية هي مع المقاومة". هؤلاء الذين يصرون، يقولون في كل يوم إن المشكلة في لبنان أن حزب الله راح على سوريا. أنا أقول إن المشكلة في لبنان أن حزب الله تأخر في الذهاب إلى سوريا وأن المشكلة في لبنان هي أنكم ما زلتم في أماكنكم ولم تذهبوا إلى سوريا. بل إن بعضكم ذهب إلى المكان الخطأ". وقال إن "المقاومة ستبقى شامخة وصلبة تحمي أرضها وشعبها". وكانت جماعة حزب الله، التي تأسست قبل 30 عامًا للتصدي للاحتلال الإسرائيلي لجنوبلبنان، تحظى ذات يوم بالثناء من السنة والشيعة في أنحاء الشرق الأوسط، لكنها فقدت الكثير من التأييد الداخلي والدولي بسبب وقوفها إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد في قتاله ضد المعارضة السنية، وفقا لوكالة أنباء رويترز. كما أدى الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام في سوريا إلى إذكاء التوتر بين السنة والشيعة في لبنان وفي أنحاء العالم العربي. وينتمي معظم مقاتلي المعارضة في سوريا للسنة في حين أن الأسد من الطائفة العلوية وهي فرع من الشيعة. وقتل عشرات الأشخاص في تفجيرات نفذتها جماعات من المعارضة السورية ولبنانيون مؤيدون لهم في معاقل حزب الله في بيروت وأماكن أخرى. وتعهدوا بمواصلة الهجمات على حزب الله إلى أن يسحب قواته من سوريا. وقال نصر الله إنه أرسل في بادئ الأمر العشرات من مقاتلي حزب الله إلى سوريا لحماية ضريح شيعي ولتجنب فتنة طائفية على نطاق أكبر. ومنذ ذلك الحين زادت أعداد مقاتلي حزب الله في سوريا بشكل كبير لكن عددهم غير معروف على وجه التحديد. ويحظى حزب الله والأسد بدعم إيران التي تؤيد الرئيس السوري منذ بداية الصراع.