انطلقت مسيرات احتجاجية في شوارع القاهرة والجيزة أمس عقب صلاة الجمعة في اتجاه مبنى وزارة الدفاع المصرية، للمطالبة بتنحي المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن إدارة شؤون البلاد وتسليم السلطة لإدارة مدنية تستكمل المرحلة الانتقالية. وردد المشاركون فى المسيرات التى خرجت من مسجد الفتح ومنطقة دوران شبرا ومدينة نصر هتافات تدعو لإسقاط المشير حسين طنطاوي قائد المجلس العسكري، وعدم منح أعضاء المجلس ضمانات بخروج آمن من السلطة والقصاص للشهداء. ودعا المتظاهرون إلى المشاركة في الإضراب العام والعصيان المدنى، المقرر أن يبدأ اليوم السبت، في الذكرى الأولى لتنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك عن الحكم. وارتدى عدد من المشاركين قمصان مكتوب عليها “حركة الطرف الثالث” في إشارة إلى الطرف الذي يتهمه المجلس العسكري والحكومة بقتل المتظاهرين أثناء كل مواجهة بين محتجين وقوات الأمن. ومن جانبهم شدد رجال القوات المسلحة أمس الإجراءات الأمنية بمحيط وزارة الدفاع بالعباسية للتصدى للمسيرات المتجهة صوب مقرها. وتم نشر مدرعات عسكرية أمام جامعة عين شمس الواقعة بالطريق المؤدى إلى الوزارة، وإقامة حواجز من الأسلاك الشائكة أمام الجامعة فى اتجاهي الطريق، بالإضافة إلى إقامة حاجز آخر من الأسلاك الشائكة أمام مستشفى الأسنان التخصصي التعليمي فى الاتجاهين قبل مقر وزارة الدفاع من ناحية ميدان روكسي. فيما اعتبر الشيخ جمعة محمد علي، في خطبة الجمعة التي ألقاها أمام عشرات المصلين في ميدان التحرير أمس، أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة “خان الأمانة” في إدارته شؤون البلاد. وأدان “علي”، في خطبته، استمرار سقوط الشهداء بعد تنحي مبارك، وقال: “لو أن أحد أعضاء المجلس العسكري هو من مات لانقلبت الدنيا”، مضيفًا: “أكثر من 160 شهيدًا أيها المجلس العسكري.. يا من خنتم الأمانة”. وكان العشرات قد أدوا صلاة الجمعة في الميدان، خلال فعاليات “جمعة الرحيل”، وقرأ المتظاهرون في ميدان التحرير الفاتحة على أرواح الشهداء عقب وقوفهم دقيقة حدادا، ثم أخذوا فى ترديد العديد من الهتافات المنتقدة للمجلس العسكرى والمطالبة بعودة الجيش إلى ثكناته. وكان المتظاهرون قد بدأوا منذ صباح أمس، فى التوافد على الميدان للمشاركة فيما أطلق عليه “جمعة الرحيل”، والتى دعت إليها بعض الأحزاب والحركات والائتلاف الثورية، وذلك للمطالبة باستكمال أهداف الثورة وعلى رأسها تحديد جدول زمنى لانتخابات الرئاسة، ونقل السلطة للمدنيين، ورفض قرار فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة فى 10 مارس المقبل والمطالبة بتبكيره ورفض إجراء الدستور وانتخابات الرئاسة فى وجود المجلس العسكرى. فى سياق متصل أعلن عمال هيئة النقل العام، وجهاز مترو الأنفاق وموظفي مشروع السرفيس بمحافظة القاهرة، مشاركتهم في إضراب اليوم السبت، وذلك للمطالبة برحيل المجلس العسكري، وفتح باب الترشيح لانتخابات الرئاسة فورا، وليس في 10 مارس، وكذا المطالبة بتطهير البلاد من الفساد وفلول الحزب الوطني المنحل. وقال عادل الشاذلي، رئيس النقابة المستقلة للعاملين بهيئة النقل العام في القاهرة، إنهم قرروا خلال اجتماع طارئ، أمس الجمعة، المشاركة في الاضراب للمطالبة بنقل تبعية الهيئة من محافظة القاهرة إلى وزارة النقل، وإنشاء صندوق مكافآت نهاية الخدمة للعاملين، وصرف حافز الإثابة بنسبة 200%، وصرف بدل المخاطر وبدل العدوى للسائق والمحصل، وعودة الأموال المهدرة البالغة ثلاثين مليون جنيه منها 13 مليونا تم منحها لوزارة الداخلية على شكل جهود غير عادية، وعودة أراضى الهيئة المغتصبة من بعض الجهات الحكومية والصادر بها أحكام قضائية، هذا بالإضافة إلى المطالب العامة للإضراب. وأوضح محمد حسان، سائق بجهاز مترو الأنفاق، أن السائقين في الجهاز اتفقوا على المشاركة في العصيان بشكل جزئي ولمدة يوم واحد، وأضاف: “سنقلل سرعة التقاطر في أوقات لن نعلن عنها، على أن تنخفض من ثمانين كيلو متر في الساعة إلى أربعين ثم عشرين كيلو متر في الساعة، وذلك للتأكيد على مطالب العاملين بالجهاز وتغيير المسمى الوظيفي وتحديد تبعيتهم سواء إلى جهاز المترو أو هيئة السكك الحديد”. وأعلن موظفو مشروع “سرفيس” القاهرة البالغ عددهم أربعمائة موظف مشاركتهم في الإضراب، مطالبين برفع الأجور من سبعمائة جنيه شهرياً إلى 1200 جنيه، والتثبيت على درجات مالية ثابتة من الباب الأول، ومنحهم صفة الضبطية القضائية لتمكينهم من التفتيش على سائقى الميكروباص. فيما طالبت السفارة الأمريكية في القاهرة، رعاياها في مصر بتوخي أقصى درجات الحذر والحيطة في التجمعات الكبيرة،اليوم السبت. جاء ذلك في أعقاب دعوة عدة قوى ومجموعات سياسية وعمالية لإضراب عام في كل أرجاء مصر في هذا اليوم بمناسبة ذكرى مرور عام على تنحي الرئيس السابق حسني مبارك. وقالت السفارة الأمريكية، في رسالة تحذير وجهتها على موقعها الإلكتروني على الأنترنت، تحمل عنوان الرسالة الخامسة، إن تأثير هذا الإضراب العام لا يمكن التنبؤ به، وهناك إمكانية قائمة لإغلاق بعض جهات الأعمال واحتقان مروري كبير. ونصحت السفارة الأمريكية رعاياها بتجنب أماكن وسط القاهرة، ووسط المدن الكبرى، وكذلك أي تجمعات كبيرة أو مظاهرات قد تندلع، لأن الأحداث المخطط لها أن تكون سلمية يمكن أن تتحول لمواجهات ويحتمل أن تتصاعد إلى عنف.