أعلن "مجلس أمناء الثورة" بمصر عدم مشاركته في دعوات الإضراب الشامل والعصيان المدني اليوم والتي دعا لها عدد من الحركات والائتلافات الثورية في ذكرى تنحي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك. وناشد المجلس الذي يضم عددا من الحركات والقوى السياسية الثورية في بيان له أعضاءه ومن يثقون في توجهاته الوطنية بإعلاء المصلحة الوطنية وعدم المشاركة في هذا الإضراب. وقال المجلس في بيان "لا نشكك في نوايا أصحاب تلك الدعوة ولا في وطنيتهم، لكن المجلس يرى أن في تنفيذ الإضراب والعصيان بشكل شامل أمر شديد الخطورة على مصر في ظل الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني الهش الذي تشهده حالياً". وأضاف "أصبحنا نمتلك حاليا أداة جديدة هي مجلس الشعب الذي انتخبه الشعب صاحب الشرعية الحقيقية، ونستطيع من خلاله أن نناكف المجلس العسكري ونفرض عليه رأي الثوار". وأعلنت 40 حركة ثورية وحزب سياسي، من بينها حركة شباب 6 إبريل (الجبهة الديمقراطية) والجبهة الحرة للتغيير السلمي والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية وتحالف القوى الثورية تأييدها ودعمها الكاملين لكل القوى العمالية والطلابية التي أعلنت مشاركتها في دعوة العصيان المدني والإضراب العام، في الذكرى الأولى لتنحي الرئيس المخلوع مبارك، وهي القوى التي بلغ عددها 293 حركة وحزباً سياسياً، فيما تمسك العديد من القوى والأحزاب السياسية والحركات النقابية بمقاطعة الإضراب، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، وأحزاب الوفد، والوسط، ومصر القومي. وأعلنت نحو 38 جامعة ومعهداً حكومياً وخاصاً مشاركتها في الإضراب بالامتناع عن الدراسة وتنظيم وقفات احتجاجية واعتصامات أمام أسوار الجامعات. وشهد فيه ميدان التحرير أمس مظاهرات في "جمعة الرحيل" للمطالبة بتحديد جدول زمني لانتخابات الرئاسة ونقل السلطة للمدنيين ورفض قرار فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة في 10 مارس المقبل واصفين إعلان المجلس العسكري بفتح باب الترشح يوم 10 مارس ب"الالتفاف" على رغبة الشعب المصري. كما انطلقت 25 مسيرة من أنحاء متفرقة من محافظتي القاهرة والجيزة عقب صلاة الجمعة أمس إلى مقر وزارة الدفاع بالعباسية، شرق القاهرة، للمطالبة بتسليم السلطة بشكل فوري، وردد المتظاهرون في الميدان هتافات ضد المجلس العسكري وطالبوا بعودة الجيش إلى ثكناته. من جانبه ندَّد رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري بالدعوة للعصيان المدني، وقال إنها "جزء من مخطط لإسقاط الدولة". كما استنكره شيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا شنودة. كما رفض المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية محمد سليم العوا الدعوة للعصيان المدني، قائلاً إن المقصود منه هو إسقاط الدولة. إلى ذلك نفت جمعيات أميركية تهمة التدخل السياسي في شؤون البلاد وأكدت استقلاليتها عن الحكومة الأميركية التي تمولها إلى حدٍ كبير. وقال المسؤول عن قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة بيت الحرية تشارلز دان "اتهامات السلطة العسكرية غير معقولة وترمي إلى إخضاع المجتمع المدني".