عادت المظاهرات العارمة إلى ميدان التحرير بقلب القاهرة مرة أخرى أمس عقب صلاة الجمعة تحت مسمى «جمعة تصحيح المسار» التي دعت إليها أحزاب التجمع والغد والجبهة والناصري والعدل وحركتا 6 ابريل وكفاية، وقاطعتها التيارات الإسلامية خاصة الإخوان والسلفيين والجماعات الإسلامية وبعض الأحزاب السياسية أبرزها الوفد والأصالة والحرية. طالبت مليونية «تصحيح المسار» وضع خارطة طريق واضحة للديمقراطية ومدنية الدولة،ووقف كافة محاكمات المدنيين أمام المحاكم العسكرية، وسرعة إصدار قانون الغدر، وتعديل قانون مجلس الشعب بعد التقسيم الحالي للدوائر الذي جاء صادمًا للجميع إضافة إلى المطالبة بإلغاء مجلس الشورى. وكان المتظاهرون بدأوا الزحف إلى الميدان منذ مساء أمس الأول «الخميس» عقب انسحاب قوات الأمن من الميدان بناء على تعليمات من المجلس العسكري بإعطاء الفرصة أمام المتظاهرين للتعبير عن أرائهم، مع التحذير بعدم الخروج عن الشرعية، على أن يتم إخلاء الميدان في ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة. وشددت الجهات الأمنية المصرية أمس من تواجداها خارج الميدان، خاصة أمام المنشآت العامة الحكومية خوفاً من أي هجوم عليها لتواجد عدد كبير من الوزارات والسفارات والفنادق بتلك المنطقة، كما قامت الجهات الأمنية بوضع أسلاك شائكة حول العديد من أقسام الشرطة لتأمينها قبل المظاهرات،كما قامت بوضع أسلاك شائكة أيضاً حول مبنى الإذاعة والتلفزيون وأغلقت بعض أبوابه الرئيسية تحسبًا لمحاولة البعض الهجوم عليه، وشددت القوات الأمنية من تواجدها حول مبنى السفارة الاسرائيلية بالقاهرة خوفاً من تحطيم الجدار العازل الذي أقامته الحكومة مؤخرًا أمام السفارة الإسرائيلية لمنع الوصول إليها بعد أن حمل بعض المتظاهرين «شواكيش» في إشارة للتهديد هدم مبنى السفارة. وشهد ميدان التحرير توافد مسيرات من عدة مساجد من محافظتي القاهرة والجيزة بالإضافة إلى انضمام رابطات مشجعي الأندية الكروية،الاهلي والزمالك والإسماعيلى (الالتراس) يحملون الآلات الموسيقية الإيقاعية التى عادة مايأخذونها فى مباريات كرة القدم، وقد أعلنوا توجههم إلى مبنى وزارة الداخلية للاحتجاج على إلقاء القبض على بعض زملائهم عقب مباراة فريقي الأهلي وكيما أسوان في منافسات كأس مصر قبل أيام. وتوقفت الحركة المرورية تمامًا في ميدان التحرير مع توافد المزيد من المسيرات من مناطق وسط البلد والعباسية، جدير بالذكر أن المتظاهرين لم يقيموا سوى منصة واحدة لكل الائتلافات ووجّه المتظاهرون انتقادات حادة للمجلس العسكري ورفع بعضهم لافتات كتب عليها «يامجلس حان وقت الرحيل» و «يا مصري أخرج من دارك.. طنطاوي هو مبارك». كما انتقدت الكلمات التي أطلقها النشطاء من المنصة أداء المجلس العسكري وحكومة الدكتور عصام شرف صعد الناشط الوطني جورج إسحاق إلى المنصة، وقد أطلق لحيته البيضاء، ليؤكد على استمرار الاعتصامات والمظاهرات «لحين تلبية كافة مطالب الثوار، ودعا إلى مسيرة إلى دار القضاء العالي»معلنا أن عددًا من القضاة سيشاركون فيها، للمطالبة بتطهير القضاء». وردد المتظاهرون هتافات «واحد اثنين الثورة راحت فين» و «واحد اثنين الشرطة راحت فين» في إشارة إلى غياب التواجد الأمني، و»يا مشير يا مشير مش حاسين بالتغيير» و»لا للمحاكمات العسكرية» و»يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح» كما رفعوا لافتات تطالب بإيقاف المحاكمات العسكرية وحل وزارة الداخلية وسرعة إصدار أحكام على قتلى الثوار وعدم التهاون معهم، ولافتات أخرى تطالب بالاتحاد بين الأحزاب من أجل استمرار الثورة وطالب المتظاهرون بوضع جدول زمني لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وتسليم إدارة شؤون البلاد لسلطة مدنية، ووقف المحاكمات العسكرية وتطهير كافة مؤسسات الدولة من رموز النظام السابق، والعمل بجدية على استعادة الأمن والأمان فى الشارع المصري مع تراخي وزارة الداخلية عن القيام بدورها انتقامًا من الثورة على حد تعبيرهم. وشهدت عدة ميادين مصرية مظاهرات بالمئات ،حيث انطلقت مظاهرة من ميدان مصطفى محمود «وسط القاهرة»كما انطلقت عدة مظاهرات بأعداد متفاوتة في ميدان الشهداء بمحافظة السويس»شرقالقاهرة»وميدان القائد إبراهيم بمحافظة الإسكندرية «300 كم شمال القاهرة» ولم تسجل أعمال عنف أو استفزازات أمنية باستثناء منع استخدام مكبرات الصوت في خطبة الجمعة بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير، وقام المتظاهرون بحرق العلمين الأمريكي والاسرائيلي عقب وصول مظاهرة»ألتراس الاهلى»إلى ميدان التحرير. ومن جانب آخر قامت وزارة الصحة المصرية بوضع أسطول من سيارات الإسعاف قوامها 33 سيارة بميدان التحرير والمنطقة المحيطة لتأمين «جمعة تصحيح المسار» وإنشاء عيادات طبية متحركة مجهزة بالأدوية والمستلزمات الطبية مع توفير كميات من أكياس الدم. من جهتها تجاهلت الحكومة المصرية جمعة «تصحيح المسار» واحتفلت بعيد الفلاح في استاد القاهرة بمشاركة معظم وزراء الحكومة وأعضاء من المجلس العسكري.