بدأت الجهات المختصة في جدة إجراءاتها للبحث عن نسخ من القرآن الكريم تتضمن تحريفات في الآيات تباع في الأسواق على شكل هدايا ومغلفة بعدة ألوان وبأسعار مغرية، ما يجعل البعض يقتنيها دون التأكد من مصدرها. وكان أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز قد وجَّه أمس بسرعة سحب تلك النسخ، التي تُباع في بعض المراكز التجارية والأسواق بمحافظة جدة، وأمر بتشكيل لجنة من شرطة المنطقة وفروع وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والتجارة والصناعة، والثقافة، والإعلام للتحقيق مع باعة هذه النسخ وسحبها ومعرفة مصدرها وكيفية توزيعها والرفع بالنتائج. من جانبه، قال أستاذ الشريعة وأصول الدين في جامعة أم القرى الدكتور محمد السعيدي ل«الشرق» إن المسؤولية مشتركة في تسرب تلك النسخ، فإن كانت مرخصة من وزارة الثقافة والإعلام فيجب أن تبلغ بتلك المخالفات. وشدد على ضرورة تعيين مدققين متخصصين للمصاحف في فروع وزارات الإعلام، منعاً لتوريد مصاحف محرفة، وهذا أمر مهم لمنع تسربها بين الناس. وأضاف: أما إذا كانت تلك النسخ غير مرخصة من وزارة الإعلام، فيجب مساءلة المحال التي تبيعها ومعرفة مصدرها ومنشأها، وسحب كل الكميات والتحقيق من عدم وجود نسخ أخرى مخفية. وأكد السعيدي ضرورة تتبع مثل هذه الحالات، والتشديد على عدم إدخال أي مصاحف من الخارج بكميات تجارية إلا بعد إبلاغ وزارة الإعلام بذلك، ومطالبتهم بإصدار فسح وترخيص. وكان موقع «يوتيوب» على الإنترنت قد نشر مقطع فيديو للشيخ أبي إسحاق الحويني في 16 شعبان الماضي يشير إلى وجود أخطاء في النص القرآني بطبعة مصحف المدينة النبوية ذات العشرين سطراً، الذي أنتجه الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة، قبل أن يسارع الأمين العام للمجمع الدكتور محمد العوفي، إلى التأكيد بعدم صحة الأمر، لأن جميع طبعات المجمع من المصحف الشريف هي ذات الخمسة عشر سطراً في الصفحة الواحدة، ولم يُطبع أي مصحف مكوّن من عشرين سطراً. لافتاً إلى أن المصحف مثار الحديث من المصاحف المطبوعة خارج المملكة. وأكد الدكتور العوفي أن هناك مراقبة دقيقة آلية وبشرية على سلامة النص القرآني من أي خطأ، من خلال لجان وأقسام متعددة في مراحل الإنتاج المختلفة؛ بدءاً من كتابة المصحف الشريف بِيَد أمهر الخطاطين في العالم الإسلامي اليوم الدكتور عثمان طه، وكذا قيام اللجنة العلمية لمراجعة المصحف الشريف برئاسة إمام المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي الحذيفي، بمتابعة عمله خطوة بخطوة، ومتابعة عمل التحضير للطباعة على المونتاج، ولا يُسمح بالبدء في طباعة المصحف حتى تتأكد من سلامته من أي خطأ، حيث تمر الطباعة بعدة مراحل لضمان جودة المصحف وخلوه من الأخطاء.