فجَّر مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» فجر أمس الثلاثاء جسراً حيوياً قرب سامراء يربط بين بغداد وشمال البلاد، يستخدمه الجيش العراقي في نقل إمداداته للجنود المرابطين قرب تكريت، حسبما أفاد ضابط في الشرطة. وأوضح مقدم في الشرطة أن «انتحارياً يقود شاحنة مفخخة فجر نفسه على الجسر القائم على نهر الثرثار ما أدى إلى انهيار فضائين (مقطعين) منه». ويخضع هذا الجسر إلى مراقبة من قِبَل قوات الجيش وتوجد على جهتيه نقاط مرابطة للقوات الأمنية التي تحرس القوافل العسكرية المتوجهة إلى مدينة تكريت. ويخوض الجيش العراقي منذ نحو 10 أيام معارك ضارية على مشارف مدينة تكريت التي سقطت بيد عناصر تنظيم «داعش» منذ نحو شهر. ويربط طريق آخر يقع على سد سامراء بين هذه المدينة والشمال لكنه بعيد نسبياً وغير مؤهل لعبور الشاحنات والمعدات الثقيلة. في سياقٍ متصل، نشر التنظيم فيلم فيديو قصيراً تتوعد فيه الجنود العراقيين الذين لا تزال تحدوهم الرغبة في القتال، بأنهم معرضون للاعتقال بشكل جماعي والإعدام. واستولى التنظيم على أجزاء واسعة من شمال العراق خلال الشهر الماضي دون مواجهة مقاومة تذكر بعد أن انسحب الجيش العراقي من أمام مقاتليه، الذين شنوا عملية عسكرية خاطفة واحتلوا عدداً من المدن والبلدات الشمالية، وضموها فيما بعد إلى أجزاء أخرى في غرب البلاد كان رفاقهم احتلوها. وانتشر مقطع الفيديو ومدته 30 دقيقة خلال عطلة عيد الفطر وهو يلقي الضوء على الخطط التي يرجح أن يتبعها «داعش» بينما تتقدم في حملتها العسكرية. وبعد الاستيلاء على إحدى البلدات في غارات عسكرية خاطفة يظهر المقاتلون في الفيديو وهم يقفون مشرفين على عشرات من الجنود العراقيين المكبلين المذعورين. ويسخر أحد المقاتلين من جندي عراقي بدا مرتدياً ثياباً مدنية فوق بزته العسكرية خوفاً من التعرف عليه وقتله، ويبدو الجندي في الفيديو وهو يستجدي الرحمة من دون جدوى. وبعدها يقود المقاتلون عشرات الجنود إلى حفرة في الصحراء حيث يعدمونهم واحداً تلو الآخر بأعيرة نارية تنطلق من أسلحة آلية وتستقر في رؤوسهم. بعدها يتأكد أحد مقاتلي «داعش» من مقتلهم عبر القيام بجولة أخيرة وفتح النار عليهم واحداً واحداً. كما تظهر في الفيديو مجموعة أخرى من الجنود وقد اقتيدت إلى ضفة نهر حيث يُعدَم كل واحد برصاصة في الرأس من مسدس ثم يُلقَى به في المياه، ويبدو منفذ الإعدام واقفاً وسط بركة ضخمة من الدماء. وتبدأ المهمة القتالية ببث قائد في «داعش» الحماس في صدور المقاتلين وإطلاق الوعود ب «نيل الجنة» إذا ما استولوا على مدينة سامراء التي تقع على بعد 100 كيلومتر شمال بغداد التي ستكون هدفهم المقبل في حملتهم التي ستتجه إلى جنوب شرق البلاد. وليس واضحا متى أو أين صور الفيديو. وتظهر في الفيديو مشاهد ليلية للمقاتلين وهم يدخلون إلى مدينة على متن شاحنات وسيارات الهامفي الأمريكية الصنع، التي غنمها المقاتلون من الجيش العراقي في الشهر الماضي.