لم تمض عدة أشهر على إنشاء حديقة النسيم غرب تربة حتى طالتها أيادي العبث التي وضعت بصمتها السوداء وشوهت مرافقها بتحطيمها أو رمي النفايات وبقايا الطعام في أرجاء الحديقة. وطالب الأهالي بلدية تربة بإيجاد كوادر أمنية لمراقبة العابثين بالمرافق العامة والحدائق بعد تعرض الحديقة للعبث من خلال تكسير أبواب دورات المياه وعداد الكهرباء حتى تحولت من متنفس إلى موقع خطر يهدد حياة المتنزهين. «الشرق» زارت الحديقة ووقفت على أوجه العبث، والتقت بالمتنزهين. فكانت هذه الحصيلة: التقينا في البداية بمحمد الموركي الذي قال: إن حديقة النسيم التي تم إنشاؤها مؤخراً تعتبر إطلالة حضارية يقصدها سكان تربة وزوارها بشكل يومي قد تعرضت للعبث من قبل مجموعة قامت بتحطيم أبواب دورات المياه بصورة تؤكد أنهم ليسوا صغاراً بل أشخاصا راشدين وأقوياء، وذلك بسبب القوة الواضحة التي تعرضت لها الأبواب. وأضاف الموركي: كما لاحظنا أن فئة أخرى قامت بتحطيم البلاط والبلدورات من الممرات واستخدامها في عملية الشواء، ما يعني الإساءة لمرفق عام ومهم لكثير من المتنزهين، واستخدام خدماته بشكل عشوائي ومسيء. ويرى الموركي أن الحل المناسب لمنع العبث بالمرافق والحدائق العامة يكمن في توفير حراس أمن يعملون في الفترة المسائية لمنع المستهترين من إتلاف هذه المشاريع الحيوية التي كلفت الملايين. متسائلاً عن الدور الحقيقي لأولياء الأمور والعقلاء تجاه هؤلاء العابثين الذين شوهوا عديدا من المتنزهات والحدائق العامة دون رادع أو توجيه أو توعية من الأهالي. مطالبا بلدية تربة والجهات المعنية بتسيير رجال مراقبة لمتابعة العابثين لمنعهم من ممارسة العبث والسلوك غير اللائق. ويؤكد فادي فهد أن بعض مرتادي حديقة النسيم يقومون بتشويهها برمي مخلفات أطعمتهم في أرجائها بصورة تنم عن سلوك غير حضاري شوه وجه الحديقة الجميل. وقال: هناك عابثون قاموا بتكسير عداد الكهرباء الذي يغذي الحديقة حتى تحول لخطر يهدد حياة المتنزهين. داعيا السكان وبلدية تربة إلى التصدي لهذه الفئة المستهترة ومعاقبتها. وتابع فادي قائلاً: وفي السياق نفسه لابد من التأكيد على جانب لا يقل أهمية عن التصدي لهؤلاء، وهو أهمية تنظيم محاضرات توعوية وتثقيفية لفئة المراهقين والشباب تحثهم على الحفاظ على المرافق العامة وتدعوهم إلى التعاون مع البلدية للإبلاغ عن العابثين. وقال: هذا التوجه سوف يساعد على الحد من وقوع مثل هذه الحوادث، كما أن الواجب يحتم علينا القيام بذلك لإخلاء المسؤولية، والقيام بها على أكمل وجه من أجل المساهمة في التخفيف من حدة الظواهر السلبية. من جانبه أوضح رئيس بلدية تربة المهندس عبدالله مكي ل «الشرق» أن ظاهرة العبث بالممتلكات العامة لم تقتصر على تربة، بل طالت جميع المرافق في أنحاء البلاد موضحاً أن البلدية نفذت برنامج «يداً بيد» للحفاظ على الممتلكات العامة بالتعاون مع مكتب التربية والتعليم بالمحافظة. مؤكداً أن البلدية ماضية في ملاحقة كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الوطن وتشويهها داعياً السكان إلى التعاون مع البلدية في الحفاظ على المرافق العامة بما فيها الحدائق.