لم يعد مسمى «حديقة» مناسبا لمنتزه الشعبين العام في محافظة رجال ألمع، جنوبي المملكة، بعدما تعرض للعبث والتشويه من قبل بعض المراهقين ومجهولي الهوية ممن وجدوا متعتهم في تكسير وإتلاف كل ما تطاله أيديهم وتراه أعينهم من ألعاب لأطفال أو جلسات العوائل التي كانت في أحد الأيام متنفسا للمتنزهين والزوار يقضون فيها أوقاتا للهدوء بعيدا عن متاعب الحياة اليومية. علي الألمعي، (من سكان رجال ألمع)، يقول «لم تعد حديقة الشعبين مناسبة للتنزه كونها أصبحت تشكل خطرا خصوصا على الأطفال الذين يلهون في ألعاب تالفة قد تعرض أحدهم للضرر البالغ في حالة سقوطها عليه». وأضاف «كانت الحديقة فيما مضى متنفسا لأهالي المحافظة، وأصبحت اليوم مصدر قلق وخوف لهم بعدما أضحت موقعا للتجمعات الليلية الشبابية والممارسات السلبية»، مطالبا بلدية رجال ألمع بالعمل على إعادة تأهيل وصيانة الحديقة لتعود كما كانت، بدلا من تركها مهجورة لا تحقق الغاية المرجوة منها بعدما تعرضت للعبث بشكل كبير. تشديد العقوبات وعبر خالد حسن عن استيائه لما آل إليه وضع الحديقة بسبب ما أسماه الإهمال من قبل بلدية المحافظة، وعدم تنفيذ جولات ميدانية في الموقع لمنع العبث بالمرافق الخدمية التي يحتاجها الأهالي، مشيرا إلى أهمية تشديد العقوبات على العابثين في المرافق الخدمية المختلفة للحد من تجاوزاتهم وممارساتهم الخاطئة. واستغرب تجاهل البلدية للمطالب المتكررة من الأهالي لصيانة الحديقة بما يتناسب وتطلعات المتنزهين والزوار. وأضاف عمر الألمعي «تطل الحديقة على قرى ضاحية، الجرف، مندر العوض، وتتميز بموقعها الجميل إلا أن العبث بمحتوياتها من ألعاب للأطفال ومرافق حرم الأهالي من الاستمتاع بها». ويرى أن الحل المناسب لمنع العبث بالمرافق والحدائق العامة يكمن في توفير حراس أمن يعملون في الفترة المسائية لمنع مجهولي الهوية من إتلاف هذه المشاريع ذات التكاليف المالية المرتفعة، وتساءل عن الدور الحقيقي لبلدية المحافظة خاصة وأن العديد من المنتزهات والحدائق العامة تعرضت للتلف دون أدنى تدخل من قبل البلدية. وانتقد فيصل سعد تجاوزات بعض المتنزهين في الحديقة، من خلال إلقاء المخلفات والنفايات على المسطحات الخضراء وتركها على الأرض دون إزالة، ما يعرض البيئة للتلوث والتشويه البصري، ويساهم في عزوف المتنزهين عن زيارة الحديقة. وطالب البلدية بالعمل على إنشاء حدائق ومتنزهات عامة جديدة في المحافظة بدلا عن حديقة الشعبين التي لم تعد صالحة للزيارة، وفرض عقوبات أو غرامات مالية على كل من يثبت عبثه في المرافق العامة للحد من هذه الأعمال العبثية والتخريبية. توعية وتثقيف وأشار عادل غرمان إلى أهمية تنظيم محاضرات توعوية وتثقيفية لفئة المراهقين والشباب تحثهم على الحفاظ على المرافق العامة وتدعوهم إلى التعاون مع البلدية للإبلاغ عن العابثين. واعتبر أن تعرض الحدائق والمرافق العامة للتلف يؤكد غياب الرقابة الميدانية من قبل الجهات المعنية التي يجب عليها تكثيف تواجدها جوار هذه المرافق لمنع العبث بمحتوياتها من قبل المجهولين والمراهقين. الاعتراف بالمشكلة من جانبه، أكد عضو المجلس البلدي في المحافظة فايع الحياني أن مرافق البلدية وخاصة المتنزهات والحدائق العامة تعاني من ظاهرة التخريب والتشويه التي طالت العديد منها، ما يتطلب تفعيل التعاون بين الجهات ذات العلاقة للقضاء على هذه الظاهرة ذات الأبعاد السلبية. وأضاف: لا بد من الحد من هذه الظاهرة من خلال توعية وتوجيه الشباب وحثهم على المحافظة على هذه الممتلكات والمرافق العامة كونها موجودة لخدمتهم وأسرهم.