إن بدأتُ بحصر كل أحلام المرأة السعودية حالياً، فلا أعتقد أن مقالة واحدةً تكفي لكتابة مُعاناة هذه المرأة؛ لن أُبالغ في وصفي هذا الواقع المرير الذي تعيشه المرأة السعودية والصراع النفسي الذي تواجهه كل يوم، إنما أقوم بوصف ما أراه أمامي من نساء سعوديات يواجهنَ حرباً ما بين تحقيق الذات في المجتمع والأسرة وما يُعرقل هذه الأهداف ويحطمها إلى أشلاء صغيرة جداً. واقعنا ومجتمعنا لا يرى استحقاق المرأة السعودية القليل لأنها تنجز الكثير، فكثير من النساء العاملات في السعودية يواجهنَ مشكلة السائق التي لا تنتهي، ومن مشكلات السائقين إلى ضرورة التزامها بمواعيد عملها، ومن ضرورة التزامها بعملها إلى ضرورة إثباتها ذاتها في عملها الذي يعرقل في نظر كثيرين واجبها الأساسي في المنزل. ومع ذلك تتحمل الضغوط اليومية بسبب الإجهاد النفسي في محاولة العمل والإصرار على إنجازاتها في مجتمعها وأسرتها، والإجهاد الجسدي بسبب كمية المهام التي تُنجزها في اليوم، ما بين ساعات العمل التي قد تمتد إلى أكثر من 8 ساعات، وقد تجبر بعض العاملات على العمل في يوم السبت كيوم عمل رسمي، والساعات التي تقضيها في المنزل ما بين تنظيف الأواني ونفض الغُبار المنزلي في حال عدم وجود عاملة منزلية. وتستمر مُعاناة المرأة المنسية التي أصبحت تقوم بعمل الرجل والمرأة في آنٍ واحد في منزلها، وتعددت أسبابها؛ وتظل تواجه مشكلة عدم تقدير المجتمع لوجودها ونسيان ما تعمله يومياً في بنائه، وجعله أكثر مُلائمةً للأجيال المقبلة.