تزداد الأمور تعقيداً أمام ثوار سوريا والجيش الحر، فمع العجز الدولي تجاه ما يحدث في سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات، وفشل الحل السياسي الذي راهن عليه الغرب وقوى إقليمية، يحاول الأسد إعادة الشرعية لنظامه، عبر الانتخابات الرئاسية التي أجراها، مضافاً إليها الحملة الإعلامية ضد الثورة، التي تسهم فيها عديد من وسائل الإعلام الإقليمية والغربية. ويبدو أن وضع الثورة في سوريا أصبح في مأزق خاصة بعد ظهور القوى المتشددة، التي بدأت تعمل على تفتيت سوريا إلى إمارات ودويلات، وتواطؤ هذه القوى ممثلة في تنظيم «داعش» مع النظام في مواجهة الثورة، يضاف له الصمت الدولي الذي قد يذهب ليس بالثورة فقط بل وبسوريا وشعبها إلى مستقبل مجهول، ويهدد المنطقة بأكملها. بعد أن وزع الثوار والجيش الحر مواجهتهم خلال أكثر من سنة على جبهتين، الأولى ضد قوات الأسد وحلفائها من الميليشيات العراقية والإيرانية وحزب الله اللبناني، والثانية ضد تنظيم «داعش»، بدأ ثوار سوريا حرباً جديدة ضد ما يسمى ب «جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة في سوريا، الذي كان حتى الأمس القريب يعتبر نفسه في مواجهة النظام رغم كل ما يقال عن أجندته التي لا تخدم السوريين. إعلان تنظيم «داعش» عن دولته في سوريا والعراق وجه ضربة قاصمة للثورة السورية، ورغم إدراك قادة «داعش» أن كل ما يفعلونه مؤقت ولن تقبل به الشعوب، وأنهم يسدون فراغاً أمنياً أوجده نظاما دمشق وبغداد لتحقيق أهداف سياسية لكلا النظامين ليس أكثر، باشرت «النصرة» السير على خطى «داعش» بالتسلل إلى المناطق المحررة والسيطرة عليها وإقامة إمارة أو دويلة لها فيها، وهذا ما يوسع جبهات المواجهة لثوار سوريا ويضيف أعباءً جديدة على كاهل السوريين، فيما لايزال الصمت الدولي سيد الموقف.