اخترق ناشطو الثورة السورية موقع رئاسة الجمهورية وحصلوا على وثيقة تضمنت أمراً من الرئيس الأسد لوزير داخليته باستخدام العنف المفرط للقضاء على الانتفاضة في ريف دمشق على ألا يتجاوز عدد القتلى السبعين ألفاً، وهذا تأكيد آخر على تورط بشار الأسد مباشرة في ما يرتكب من مجازر في سوريا. وفي هذا السياق قالت قناة “الدنيا” الفضائية المقربة من النظام أول أمس في معرض تفسيرها لتسرب الوثيقة والدفاع عن ما تضمنته “إن هذه الوثيقة سربت عمدا” وهذا ما فسره مراقبون أن ذلك يثبت صحة الوثيقة وأن ما تحتويه صادر عن الأسد شخصياً، خاصة أن ما يجري على الأرض لا يحتاج إلى تأكيد أو وثائق فالقتل والتدمير مستمر منذ خمسة أيام لمدينة حمص والزبداني والمعضمية والمدن المنتفضة الأخرى حيث يسقط يوميا أكثر من مائة قتيل على يد كتائب الأسد. وأكدت مصادر مطلعة ل”الشرق” أن وزير الخارجية الروسية لافروف منح الرئيس الأسد حتى 15 من الشهر الجاري كفرصة أخيرة للقضاء على الثورة السورية أمنياً وعسكرياً. وأشارت المصادر أن التصعيد العسكري غير المسبوق للنظام السوري ضد المدن والمناطق المنتفضة تزامن مع زيارة لافروف لدمشق، وتأمل روسيا أنه حتى لو فشل الأسد في الحل الأمني والعسكري في القضاء على الثورة، إلا أن ذلك سيفرض واقعا جديدا على الأرض ويحسن موقفه في أي مفاوضات محتملة مع المعارضة التي ترغب روسيا في الإشراف عليها، لضمان استمرار الأسد في السلطة. وقالت مصادر مطلعة ل”الشرق” إن هناك غرفة عمليات مشتركة تشرف على العمل العسكري الميداني في حمص يقودها ضابطان من الفرقة الرابعة والفرقة 18، وأكدت المصادر أن طائرات استطلاع خاصة تزود هذه الغرفة بالصور والمعلومات لتحديد الأماكن التي يجب قصفها. وكشفت المصادر أن ضابطا في الفرقة الرابعة اسم عائلته “سليمان” قال إن طائرات استطلاع زودتهم بصور للمشفى الميداني في باباعمرو وحددت موقعه، ما سهّل على وحدات الجيش قصفه. واستمرت قوات الأسد في قصف أحياء حمص بالصواريخ وقذائف المورتر لليوم الخامس على التوالي حيث تجدد القصف مع بزوغ فجر أمس حيث انهمرت الصواريخ وقذائف المورتر مجددا على بابا عمرو والخالدية وغيرهما من أحياء حمص وتدفقت تعزيزات مدرعة على المدينة، كما تتعرض مدينة الرستن القريبة من حمص لقصف بالمدفعية والهاون، وإن المزيد من البيوت تنهار على سكانها، وأفاد الناشطون أن الحالة الإنسانية أصبحت بالغة الصعوبة، وارتفع عدد ضحايا القصف وإطلاق الرصاص من القناصة إلى مقتل أكثر من 110 قتلى حتى مساء أمس. الوثيقة (الشرق)