إذا رأيت رجلاً يفتح سيارته لزوجته في لهفة وغزل، فاعلم -رعاك الله- أن أحدهما “السيارة أو الزوجة” (جديدة لنج)، لم يمسسهما إنس ولا جان ولا ميكانيكي ولا طبيب توليد ووجع قلب! الفقرة المستفزة أعلاه، مستقرة في تجاويف ذاكرتي. سألت نفسي في تذكّرها، متى نتواضع على أنثى نجلّها بمواصفة مشتركة لإنهاء حرب التفاصيل المندلعة بين الشعراء، الذين نصّبوا أنفسهم لجنة تحكيم غير مرئية لتحديد من يجب (حُبّها)؟! وجدت في محفوظاتي من شعر الأقدمين من يقول (أعوذ بالله من زلاء فاحشةٍ/ كأنما نيط ثوباها على عُود)، وساخر من العيون (ولا تستطيع الكُحل من ضيق عينها/ فإن عالجته صار فوق المحاجر)! أورد توفيق زيّاد، الشاعر والسياسي الفلسطيني الذي لقي حتفه بحادث سير في استقبال ياسر عرفات أثناء عودته من اتفاق غزّة أريحا، أورد أبياتاً من التراث الفلسطيني عن تصنيفات (لجنة التحكيم غير المرئية)، قال (اسمعوا زوج الطويلة/ ما حكى عنها وقال: هي كالرُمح الرديني/ في يديّ عنترَ مَال/ دقّ بابك فافتحي/ وافرشي حتى ينام/ افرشي الجوخ الشامي/ حشوُه ريش النعام. اسمعوا زوج القصيرة ما حكى عنها وقال: هي كالقوس الحقيرة/ عندما يُحمى القتال/ دقّ بابك فافتحي/ وافرشي حتى ينام/ افرشي جلد حمار واملئيه بالعِظام! اسمعوا زوج السمينة ما حكى عنها وقال: كيفما ملت ليونة/ أو عصرت الدهن سال/ دقّ بابك فافتحي/ واطبخي خير الطعام/ اطبخي شحماً ولحماً ومحاشيَ وحمام! اسمعوا زوج النحيفة إنه عنها يقول: هبّة الريح الخفيفة/ حملتها نصف ميل/ دقّ بابك فافتحي/ واطبخي شر الطعام/ اطبخي ذيل بعيرٍ/ مرّة في كل عام)! كي تسلم عزيزي القارئ، حِبّ من تعجبك، وابتعد عمّا يحبه الشعراء وما تكرهه الحكومات!