أنصحك اليوم بأن ترتاح قليلاً من البحلقة في شريط الإعلانات التلفزيونية العشوائية التي تخدش حياء الأسر وطلاء سيارتنا وجدار مجتمعاتنا. ركّز ببصرك على مُتن الشاشة واترك حواشيها. قد تجد مطرباً رقيعاً أنفق أسبوعاً وهو (يتحكحك) من حلاق إلى حوض ساونا بعرض البحر الميت، ليبدو أنيقاً (في الحتة دي)، وهي الحتة التي زاغت عينك فيها من شريط الإعلانات لتصطدم بوجه المطرب الكالح وهو يقول للمذيعة الرقطاء: (آآآآآ، أنا بدأت الفن من السنة اللي حفرو فيها البحر، بس ما في تقدير للموهبة في البلد دي، و...). لا أنصحك بمتابعة ما سيقوله هذا الأرعن من أكاذيب، فلو أنه (طفح) يغني، ستنهار عليك أسقف غرفتك وديونك وطموحك في الحياة الدنيا، دعه وعد إلى شريط الإعلان الذي يقول: (هل تهمك زوجتك عزيزي الرجل؟ تعال إلى كوافير هندوسة لتطويل الشعر والرقبة والرموش وتصغير الفم والأنف وتوسيع العيون وتقصير عمرها لو رغبت.. هندوسة رائدة صناعة النسوان). ربما أعجبتك الفقرة الأخيرة الخاصة بتقصير العمر لو كنت من (الناشطين سياسياً)، وفي الحالة دي، لا أنصحك بتصديق الإعلان، لأنه سيزيد زوجتك وبالاً على وبال، وسيعجل بوضعك في معتقل (القواعد من الرجال)..! ها قد مضى الزمن المخصص لكتابة مقالتي اليوم، دون أن أحكي شيئاً عن التضامن مع السمينات، فأنا غالباً ما أكتب العنوان ثم أبحث له عن نص، قد (يلتقي) معه وقد لا. المهم.. سأحدثكم يوماً ما، عن (أسمعوا زوج السمينة ما حكى عنها وقال: كيفما ملت ليونة أو عصرت الدهن سال)..!