بدأت أسعار المواشي في الأحساء صعودها التدريجي خلال هذه الأيام بعد أن شهدت تراجعاً محدوداً في الفترة الماضية، ويأتي ذلك تزامناً مع قرب عيد الفطر المبارك وتزايد الطلب من المستهلكين على اللحوم، بالإضافة إلى استمرار الإجازة الصيفية والتي تشهد إقامة عديد من المناسبات كحفلات الزفاف والاجتماعات الأسرية، ولقد كشف عدد من التجار أن الأسعار بدأت في الصعود مع تزايد الطلب والحجوزات من قبل عدد من المطاعم وبعض المواطنين، وذلك بعد أن شهدت الأسعار تراجعاً طفيفاً بعد انقضاء الأيام الأولى من شهر رمضان بسبب تراجع الطلب، وتوقع التاجر عادل الحجي أن تشهد أسعار أغنام النعيمي خلال الأيام القادمة ارتفاعاً يتراوح بين 10 – 15% من أسعارها الحالية والتي تتراوح بين 1200 – 1400 ريال، وأشار إلى أن توفر الكميات في السوق بعد فتح منافذ جديدة للاستيراد وانخفاض أسعار الأعلاف سيساهمان في استقرار الأسعار وعدم ارتفاعها بشكل كبير كما حدث في السنوات السابقة، فيما كشف التاجر ناصر الدوسري بأن مبيعات الأغنام في سوق الأحساء خلال المناسبات تتجاوز 500 رأس في اليوم تفوق قيمتها 700 ألف ريال، وتستحوذ أغنام النعيمي على أكثر من 60% من المبيعات تليها الأغنام النجدية، فيما تتوزع النسبة المتبقية بين الأنواع الأخرى مثل «السواكني، الأسترالي، البربري» والتي تجد طلباً كبيراً من قبل المطاعم، وأشار إلى أن المبيعات تعد جيدة مقارنة بالسنوات الماضية والتي تراجعت فيها المبيعات بسبب ارتفاع الأسعار، إلا أن الكميات المتوفرة في السوق حالياً أصبحت تلبي حاجة المستهلك مما ساهم في استقرار الأسعار. من جهتهم أكد عدد من المتسوقين بأن العادات والتقاليد في السعودية تجبرهم على شراء اللحوم الحمراء خاصة عند المناسبات مثل : الأعياد، والاجتماعات الأسرية، وقال سلطان متروك :» من الصعب البحث عن بديل للحوم الحمراء خاصة عند إقامة أي مناسبة أو زيارة ضيف أو قريب، فالإنسان يحرص على إكرام ضيوفه، وهذا أحد أسباب زيادة الطلب على المواشي، وبالتالي فإن عديداً من التجار يستغلون مثل تلك الفرص ويرفعون الأسعار خاصة عند المناسبات، في حين استغرب نايف العلي من الارتفاعات التي تشهدها أسعار المواشي أثناء المناسبات خاصة قبل رمضان والأعياد، وطالب الجهات المختصة بتشديد الرقابة على الأسواق، فيما أكد أهمية البحث عن موارد جديدة لتوفير احتياجات السوق السعودي من السلع خصوصاً اللحوم الحمراء والتي تعد من السلع الرئيسة، وقال: «من الأهمية أن تعمل وزارة الزراعة وبالتنسيق مع الشركات الزراعية الكبرى على إنشاء مراع لها في بعض الدول ذات الأراضي الخصبة مثل السودان، وذلك للمساهمة في توفير احتياجات السوق من الثروة الحيوانية والعمل على استقرار الأسعار أثناء المواسم، كما أن المراكز البحثية في الجامعات السعودية مطالبة بالعمل على تنمية الثروة الحيوانية في المملكة من خلال توفير الأعلاف الكافية، وزيادة كمية المنتج محلياً من المواشي لتغطية النقص عند توقف الاستيراد من أي جهة.