شهدت أسعار اللحوم ارتفاعاً كبيراً، إذ ارتفعت أسعار لحوم العجول والأبقار 3 ريالات للكيلوغرام، فيما ارتفعت أسعار لحوم الأغنام 4 ريالات للكيلوغرام، بنسبة تصل إلى 10 في المئة. وتوقّع تجار أن يستمر الارتفاع ليلامس 20 في المئة مع بداية شهر رمضان المبارك، مؤكدين أن الارتفاع في الأسعار في مثل هذا الوقت من العام بات أمراً طبيعياً، وهو لا يقف عند أسعار اللحوم فقط، وإنما يشمل الكثير من السلع الغذائية. وأوضحوا أن الأسعار في المواسم ترتفع بسبب زيادة الطلب عليها، كما هي الحال بالنسبة إلى المواشي في الأعياد وشهر رمضان، وهي مناسبات تكون فيها المواشي سلعة رئيسية، تعتمد فيها المملكة على الاستيراد، إضافة إلى مؤثرات أخرى مثل الشحن. وأوضح حمود الخلف (تاجر مواشٍ)، أن الأسعار بلغت حداً مرتفعاً جداً لم تبلغه من قبل، وهي «مرتفعة وغير مقنعة لنا كتجار لارتفاعها، إلا أن هناك ظروفاً تؤثر عليها ومن بينها انتشار الحمى القلاعية في أفريقيا»، وأضاف «أن الأسعار لن تكون في مستواها الطبيعي إلا بعد أن نصل إلى الاكتفاء الذاتي، وهو متوقع خلال خمس سنوات، وسياسة (الإكثار) التي أطلقتها وزارة الزراعة والتي على أساسها ستنشأ شركة تتولى هذا الأمر، ستقوم بالعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الثروة الحيوانية في المملكة». وأشار إلى أن الأسعار ارتفعت على مستوى العالم، ومن بينها أستراليا ونيوزيلندا، مشيراً إلى أن نسبة الثروة الحيوانية في العالم قلت عن السابق، وأثرت فيها الدعاوى التي تتحدث عن تسبب اللحوم الحمراء بالكلسترول والدهون، مضيفاً أنه في أول زيارة له إلى أستراليا قبل 10 سنوات كان لديهم نحو 186 مليون رأس من الأغنام، أما الآن فإن لديهم نحو 76 مليون رأس من الأغنام فقط، وفي نيوزيلندا في عام 1988 كان لديهم 72 مليون رأس من الماشية، وفي الوقت الحاضر انخفض إلى 30 مليون، وهذا الأمر يؤثر في الأسعار بشكل كبير». وأشار إلى أن المملكة كانت لديها ثروة هائلة من الماشية والإبل، إلا أن عوامل البيئة والتصحر أدت إلى انخفاضها، على رغم اهتمام الحكومة الكبير بها، وتوفير الدعم للأعلاف وبخاصة الشعير الذي بلغ الدعم له نحو 1300 ريال للطن، من أجل المحافظة على الثروة الحيوانية، وقال: «أعتقد أنه خلال السنتين المقبلتين سيختلف الوضع بالنسبة إلى الثروة الحيوانية في المملكة، مع دعم الحكومة من خلال وزارة الزراعة والبنك الزراعي، وإقبال المستثمرين عليها، والتوجه إلى منتجات الأعلاف، وتصنيعها، حتى تصبح متكاملة غذائياً، والدعم اللامحدود الذي تلقاه عملية التصنيع من الوزارة». وأضاف أن الأعلاف تباع بأسعار مناسبة، واستطاعت الدولة عمل توازن فيها، ولم يعد بإمكان مستورد الأعلاف التلاعب في الأسعار، كما أنه لم يعد هناك مجال لاتفاق بين الموردين على حساب المستهلك، من خلال البدائل التي أوجدتها الوزارة. وحول تأثير الأعلاف في الأسعار أوضح أن أسعار الأعلاف مستقرة في الوقت الراهن، وليست هي بأي حال من الأحوال سبباً في الأسعار الحالية، إذ تباع بأسعار مناسبة، إلا أن الارتفاع له أسباب أخرى من بينها الحاجات المتنوعة للماشية، إضافة إلى مشكلات الاستيراد، وفارق العملة، وعملية الإمدادات، ومثال على ذلك بلغ سعر الأسترالي 110 دولارات، بينما كان في السابق 50 دولاراً، من جانبه، ذكر محمد حميد (تاجر مواشٍ) أن أسعار العجول ارتفعت بنحو 500 ريال، فيما توقع أن تستمر الأسعار في الارتفاع حتى نهاية شهر رمضان المقبل، وأضاف أن أسعار الأغنام هي الأخرى في ارتفاع على رغم سعرها المرتفع منذ بداية العام. وأضاف أن الأسعار في العادة ترتفع مع بداية شهر رمضان، إلا أن هذا الارتفاع لا علاقة له بذلك، وقال: «الأسعار ترتفع ضمن حلقة عريضة من السلع الأخرى المباشرة وغير المباشرة»، مؤكداً أن عمليات الاستيراد لها تأثير كبير في الأسعار. وأوضح أن أسعار النعيمي البلدي تجاوزت 1000 ريال، والهرفي 850 ريالاً، والسوداني 600 ريال، والأسترالي 550 ريالاً. وأضاف أن الكميات الموجودة حالياً في السوق لا يمكن الاعتماد عليها في تحديد ما سيكون عليه السعر، لأنه سيرتبط بحجم الطلب وهو غير معروف ولا يمكن تحديده، لذلك ستبقى التوقعات بارتفاع أو انخفاض الأسعار مفتوحة وبحسب الطلب اليومي، إلا أن معظم التجار يتوقعون المزيد من الطلب على الأغنام، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها. من جهته، أكد محمد باشا (بائع لحوم) أن السوق لا تعاني من شح في الأغنام أو الأبقار، ومع ذلك الأسعار مرتفعة، وأضاف أن «في ارتفاع الأسعار مضرة لنا كبائعين للحوم، إذ تؤثر في هامش الربح، خصوصاً أن تغير السعر لا يتم بالصورة التي يتخيلها المشتري، لأنه من الصعب علينا فعل ذلك، وهو يتم بين فترة وأخرى، وما لا يعرفه المشتري هو أن أسعار الأغنام والأبقار تختلف من واحدة إلى أخرى، ونحن نتحمل من هامش الربح هذا الاختلاف». يذكر أن متوسط الاستيراد السنوي للملكة خلال السنوات العشر الماضية نحو 6 ملايين رأس غنم وربع مليون رأس ماعز و50 ألف رأس بقر للذبح سنوياً بحسب إحصاءات وزارة الزراعة.