تبادلت إدارة المياه والبلدية في محافظة القطيف الاتهامات وإلقاء اللائمة على الطرف الآخر فيما يخص طفح المجاري في حي البستان بالقطيف. ففي الوقت الذي وجهت إدارة المياه اللوم للبلدية بأنها المتسببة في انسداد شبكة التصريف بسبب عدم تنظيفها. ردت البلدية من خلال المجلس البلدي مدافعة بأن المشكلة ليست لدى البلدية وليس من اختصاصها. وقال رئيس المجلس البلدي ل «الشرق» إن البلدية تتابع الموضوع مع إدارة المياه، وقد وجهت إليها خطاباً لمتابعة الموضوع من طرفها. وتبدأ الحكاية من شبكة الصرف الصحي في حي البستان بالمحافظة الذي يعاني من كثرة الانسدادات وغرق الحي بالمياه ما يؤدي إلى تعطل مصالح الناس، وأدى مؤخراً إلى عدم مقدرة الأهالي على الذهاب للمسجد المجاور. فقد تسبب طفح المجاري المزمن والمتكرر في حي البستان بمدينة القطيف، في محاصرة منازل المواطنين بمياه الصرف ومحاصرة مسجد الخوئي في الحي ما اضطر لإغلاقه لأيام بسبب عدم تمكن المصلين من الوصول إليه. وأوضح المواطن شاكر هجلس أن الحي يعاني من تكرار مشكلة الصرف منذ سنوات ورغم شكاوى المواطنين المتكررة إلا أن شيئاً لم يستجد حتى الآن، وما زال الأهالي يعانون من هذه المشكلة التي تطورت إلى إغلاق مسجد الخوئي في الحي بسبب عدم تمكن المواطنين من الوصول إليه بسبب مياه المجاري التي حاصرته، مطالباً الجهات المعنية بالتحرك الجدي لإنهاء هذه المعاناة التي باتت تؤرق الأهالي، خاصة مع انتشار الروائح الكريهة التي تهدد بانتشار الأمراض. من جانبه أوضح ل «الشرق» مدير إدارة فرع المياه في القطيف، المهندس محمد العباد أن طفح مياه الصرف الصحي في حي البستان نتيجه لوجود شبكات غير نظامية لعدد كبير من الوحدات السكنية في الحي على شبكة السيول والأمطار غير المخصصة لتصريف مياه الصرف الصحي. وقال: تعاني هذه الشبكة أساساً من الانسدادات بسبب كثافة المخلفات الصلبة، كمخلفات البناء وغيرها والأتربة والأوساخ. وخلص العباد إلى القول: نأمل من الجهات المختصة في بلدية محافظة القطيف الاستمرار في تنظيف الشبكة المذكورة منعاً لأي طفوحات غير مرغوب فيها في الفترات المقبلة. وذكر العباد أن الحي مخدوم بشبكة الصرف الصحي، ويجري الآن التجهيز لإصدار التراخيص اللازمة لتنفيذ وتمديد واستبدال شبكة الصرف الصحي القائمة، مع التوصيلات المنزلية خلال العام الجاري وحسب الجدول الزمني لمشروع تمديد شبكات صرف صحي في مناطق متفرقة بمحافظة القطيف. فيما أوضح رئيس المجلس البلدي في القطيف شرف السعيدي ل «الشرق» أنه تواصل مع بلدية المحافظة، وتم التأكيد له بأنه تم إرسال فرقة طوارئ لشفط مياه البستان من قبل البلدية، وعمل مذكرة طارئة إلى مديرية المياه لتحمل مسؤوليتها حول الموضوع، كما سيتم إرسال خطاب رسمي من البلدية لمديرية المياه مطالبين فيها باتخاذ ما يلزم. وذكر السعيدي أن موضوع الصرف الصحي من اختصاص إدارة المياه، وليس للبلدية شبكة صرف صحي في جهة، وأن ما لديها هي شبكات تصريف أمطار لا علاقة لها بالصرف الصحي. وقال: البلدية مستمرة في متابعة الموضوع مع إدارة المياه. يشار إلى أن «الشرق» نشرت معاناة المواطنين على مدى العامين الماضيين مع طفح الصرف المزمن ضمن سلسلة تقارير بينها تقرير في العدد رقم (370) صفحة (6) بتاريخ (08-12-2012): تحت عنوان «طفح الصرف الصحي يحاصر منازل «بستان القطيف» منذ أسبوعين»، وتقرير في العدد رقم (733) صفحة (8) بتاريخ (06-12-2013) تحت عنوان «طفح المجاري يحاصر منازل بستان القطيف طوال العام». ولاتزال المعاناة مستمرة..