أخلت إدارة فرع المياه في القطيف مسؤوليتها عما تسببت فيه مياه الأمطار من إغراق الطرق الرئيسة والأحياء السكنية، وما نتج عن ذلك من فيضانات وطفح للمجاري من شبكة الصرف الصحي التابعة للمحافظة. وقال ل»الشرق» مدير فرع المياه في القطيف المهندس محمد العباد: «إن تصريف مياه الأمطار ليس من مسؤوليتنا، بل من مسؤولية جهة أخرى، وأن شبكة الصرف الصحي مصممة فقط لاستيعاب مياه الصرف الخارجة من العقارات والمساكن والعمارات بشكل عام، أما عدا ذلك فلا»، مشيراً إلى أن فرع المياه في القطيف تحمَّل العبء الأكبر لاستيعاب وتصريف مياه الأمطار التي هطلت على القطيف في شبكة الصرف الصحي. وعزا العباد الارتداد والارتجاع لمياه الصرف من المناهل، الذي أغرق الأحياء بعد سقوط الأمطار، بسبب كمية مياه الأمطار الكبيرة، إلى عدم وجود شبكة تصريف لمياه أمطار لاستيعابها في المنطقة، مبيناً أن محطات الصرف عملت بكامل طاقتها ولمدة 24 ساعة، وخاطرنا كثيراً، نظراً لأن مياه الأمطار قد تجرف معها حصى ومخلفات، مما يعرض المضخات للخطر، وكانت المياه كثيرة جداً وفوق طاقة المحطة، رافضاً بعض الاتهامات التي وجهها بعضهم حول إطفاء المضخات أثناء سقوط الأمطار، لافتاً إلى أنه تم رصد مقاولين مخالفين يقومون بشفط المياه من الأحياء، ومن ثم تفريغها في مناهل الصرف، الأمر الذي أسهم في الارتداد العكسي للمياه، وهو الأمر الذي يفسر الفيضانات والارتدادات التي تعرضت لها الشبكة. ودعا العباد الجميع لتحمُّل مسؤوليتهم والاعتراف حال وقوع أي حادث، مذكراً بأن فرع المياه في القطيف، وفي حال وقوع أي حادث كسر وفيضانات، لا يتنصل من مسؤوليته، بل يعرض المشكلة بكل شفافية للإعلام والجمهور، ويبادر بالعمل على إصلاح الخلل. من جانبه، أوضح عضو المجلس البلدي في محافظة القطيف كمال المزعل، أن مشكلة تجمُّع مياه الأمطار في أحياء سيهات لاتزال مستمرة حتى الآن، وتحتاج إلى خمسة أيام على الأقل لإنهائها، مبيناً أن حي مدينة العمال تم حل المشكلة فيه بنسبة 70%، فيما لاتزال أحياء الخصاب، والسلام، وألطف، مستمرة حتى الآن، والمياه تحاصر منازل المواطنين. وأشار إلى أن المشكلة حدثت بسبب التقصير والقصور من بلدية محافظة القطيف، وأن هنالك لقاءات واجتماعات عدة جرت لبحث أسباب وقوعها، وخلصت إلى أن هنالك حلاً مؤقتاً، وهو إنشاء خطوط في الأرض بالأحياء المتضررة يتم ربطها بأقرب شبكة تصريف مياه أمطار، على أن يتم لاحقاً إنشاء شبكة مستقلة لهذه الأحياء، حتى لا تتكرر هذه المأساة من جديد، متوجهاً بالشكر للأهالي الذين بادروا بالتطوع من تلقاء أنفسهم، وقاموا بتشكيل فرق للمساعدة في إزاحة الضرر عن الأحياء المتضررة، وقاموا بشراء «مواطير» شفط واستئجار صهاريج للمساهمة في إزاحة الضرر عن الأحياء الغارقة. وأوضح رئيس المجلس البلدي في القطيف شرف السعيدي، أن المجلس لمس من محافظ القطيف خالد الصفيان، اهتماماً كبيراً ومتابعة مستمرة خلال ما تعرضت له المحافظة بسبب هطول الأمطار، حيث كان متابعاً وداعماً للجهود المبذولة في المحافظة للخروج من الحالة، وكان على اتصال حتى ساعات متأخرة من الليل، وعليه فإننا نقدم له الشكر وعظيم الامتنان على جهوده واهتمامه المباشر والمستمر، وكان خير معين وداعم ومساند للتخفيف من الآثار المترتبة جراء هذه الأمطار، مؤكداً أن ما جرى سيُلقي بظلاله على جلسات المجلس البلدي القادمة مع بلدية محافظة القطيف.