قُتِل ما لا يقل عن 14 جندياً تونسياً وأصيب 20 آخرون بينما لايزال جُندي آخر مفقوداً يُرجَّح أنه اختُطِفَ في كمين نصبه مسلحون متشددون في جبل الشعانبي قرب الحدود مع الجزائر في أسوأ هجوم دموي تشهده البلاد. وتقاتل القوات التونسية متشددين من جماعة أنصار الشريعة المتطرفة ومسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة منذ أبريل الماضي عندما بدأت هجوماً جديداً على مخابئ المتشددين في جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر. وقال سهيل الشمنقي، وهو قائد ميداني كبير في القوات المُسلحة، للصحفيين «خلال الهجومين المتزامنين على دوريتين للجيش بأسلحة رشاشة وقذائف آر.بي.جي.. 5 من جنودنا قُتِلُوا بالرصاص و9 آخرون حُرِقُوا بعد سقوط قذائف». وأضاف أن جندياً آخر مازال مفقوداً، مضيفاً في رد على إمكانية اختطافه واحتجازه رهينة لدى المسلحين: «كل الاحتمالات واردة». وذكر الشمنقي أنه من بين الجنود الجرحى 3 في حالة حرجة. من جهته، قال رئيس أركان جيوش البر، محمد صالح الحامدي، في مؤتمر صحفي إن «الإرهاب حرب الجميع.. وإذا توحدت القوى يمكن إنهاء هذه الحرب على الإرهاب في وقت أقل». وقُتِلَ أيضاً في نفس المواجهة مسلح متشدد خلال تبادل لإطلاق النار بعد الهجوم الذي شنه متشددون أمس الأول الأربعاء وقت الإفطار واستعملوا فيه قذائف آر.بي.جي وأسلحة رشاشة. وهذه أكبر حصيلة من القتلى تسقط في هجوم منذ أن بدأت جماعات متشددة تشن هجمات ضد قوات الجيش والشرطة منذ 3 سنوات. وأمام مستشفى القصرين حيث نُقِلَت جثث القتلى، تجمع مئات الغاضبين من بينهم عائلات القتلى الذين كانوا يبكون بينما مُنِعَ دخول الصحفيين والمصورين للمستشفى. وأعلن الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، الحداد الوطني لمدة 3 أيام.