فاجأت مجموعة من الإرهابيين (حوالي 30 عنصرا) عند آذان المغرب من مساء أمس الأول نقطتي مراقبة تابعتين للجيش الوطني التونسي وذلك بصورة متزامنة في منطقة هنشير التلّة في عمق جبل الشعانبي وأطلقت عليهم وابلا من قذائف الآر بي جي وفتحت عليهم النيران من أسلحة رشاشة. وأفاد الملحق الإعلامي بوزارة الدفاع الوطني رشيد بوحولة فجر أمس الخميس بأن حصيلة ضحايا المواجهات التي لا تزال جارية مع المجموعات الإرهابية تتمثل في 14 شهيدا في صفوف الجيش الوطني و20 جريحا في حصيلة أولية وتم القضاء على أحد العناصر الإرهابية التي شاركت في الهجوم. ويأتي هذا الهجوم الإجرامي بعد عام تقريبا من الهجوم الذي استهدف فيه الإرهابيون المحاصرون بجبل الشعانبي دورية عسكرية قبيل موعد الإفطار أيضا - في العشرين من شهر رمضان الماضي- وقتلوا 8 عسكريين بعضهم تم ذبحه. وتشهد حاليا منطقة الشعانبي بولاية القصرين تعزيزات أمنية وعسكرية على إثر هذه الحادثة الأليمة لدعم القوات المتواجدة في المنطقة لتعقب الإرهابيين الذين عادوا للاحتماء بأماكن تحصنهم بالجبل. وتفيد بعض المصادر ان العناصر الإرهابية كانت ترتدي أزياء عسكرية وقامت بزرع ألغام على سفح الجبل. وقد تبنت الهجوم كتيبة عقبة ابن نافع من تنظيم أنصار الشريعة المحظور. وقد أثار هذا الهجوم موجة من السخط في الشارع التونسي على وسائل الإعلام السمعية والبصرية ( الرسمية والخاصة ) التي رغم انتشار خبر الجريمة الإرهابية وسقوط شهداء من الجيش غدرا واصلت هذه الأجهزة بث برامجها الترفيهية (مسلسلات ومسابقات وموسيقى) كأن شيئا لم يكن. كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أخبار وصور لبعض المتشددين وهم "يحتفلون" بهذا الهجوم، وتوعدت الجهات الرسمية بمتابعة هؤلاء المحتفلين بسقوط شهداء الوطن . كما أعلنت الرئاسة التونسية أمس الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام مع تنكيس الأعلام على مؤسسات الدولة.