أنذرت إسرائيل أمس قرابة 100 ألف فلسطيني بإخلاء منازلهم في قطاع غزة بينما يكثف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية بعد رفض حركة حماس مبادرة وقف إطلاق النار. وتدخل العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة يومها التاسع بينما قتل 213 شخصا وأصيب أكثر من 1500 آخرين (فلسطينيين) في الغارات الجوية الإسرائيلية منذ بدء العملية التي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم «الجرف الصامد». واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي في غارات جوية فجر أمس منازل قادة كبار في حماس من بينهم محمود الزهار غرب مدينة غزة، حسبما أعلن مصدر أمني في القطاع. وقال المصدر الأمني إن «طائرات الاحتلال من طراز أف 16 استهدفت منزل عضو المكتب السياسي في حماس القيادي محمود الزهار ودمرته». وأضاف المصدر «وتم فجرا استهداف منازل القادة في حماس باسم نعيم (وزير صحة حماس السابق) في تل الهوى وفتحي حماد (وزير داخلية حماس السابق) وإسماعيل الأشقر»، وهم من جباليا في شمال القطاع وجميعهم نواب عن حماس في المجلس التشريعي. وألقى الجيش الإسرائيلي صباح أمس منشورات فوق حي الزيتون جنوب شرق غزة، كما أفاد عدد من السكان هناك وفي مناطق أخرى عن تلقيهم رسائل على هواتفهم النقالة تطالبهم بمغادرة منازلهم بحلول الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش. وكان الجيش الإسرائيلي قام الأحد بدعوة سكان عدة مناطق إلى إخلاء منازلهم فورا ترقبا لغارات جوية في المنطقة مما دفع نحو 17 ألف شخص إلى اللجوء إلى مدارس تابعة للأمم المتحدة في القطاع. وقالت المناشير إن الجيش سيشن «غارات جوية ضد مواقع ونشطاء إرهابيين» في مناطق الزيتون والشجاعية «لأن كمية كبيرة من الصواريخ على إسرائيل أطلقت من هذه المنطقة». وتم إلقاء منشورات مشابهة في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم أن «الاحتلال قام مجددا في الساعات الأخيرة ببث عشرات الآلاف من الرسائل الصوتية على هواتف المواطنين وخاصة في المناطق الحدودية تطالبهم بإخلاء منازلهم». وبحسب البزم فإن هذه الاتصالات «عشوائية» معتبرا أنها «تأتي في إطار الحرب النفسية ولإرباك الجبهة الداخلية» مطالبا الناس بعدم الاستجابة لها. وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الثلاثاء ب»توسيع وتكثيف» العملية العسكرية على قطاع غزة بعد أن رفضت حركة حماس مبادرة التهدئة المصرية. وقال نتانياهو في تصريحات نقلها التليفزيون «كان من الأفضل حل هذه المسألة دبلوماسيا، وهذا ما حاولنا القيام به عندما قبلنا اليوم اقتراح الهدنة المصري». وأضاف «لكن حماس لم تترك لنا خيارا سوى توسيع وتكثيف حملتنا ضدها». ورفضت حماس أي وقف لإطلاق النار في قطاع غزة دون التوصل لاتفاق شامل للنزاع مع إسرائيل بينما اعتبرت كتائب عز الدين القسام المبادرة المصرية «ركوعا وخنوعا»، وتوعدت إسرائيل بأن معركتها معها «ستزداد ضراوة». وتشترط حماس أن توقف إسرائيل قصفها لقطاع غزة وترفع الحصار عن القطاع وفتح معبر رفح مع مصر وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين أوقفوا بعد الإفراج عنهم في إطار صفقة التبادل مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط في 2011.