اشتهرت منطقة نجران بمشغولات الحرف اليدوية المتنوعة من حيث المواد والاستخدام، وما زالت مستمرة من حيث التصنيع والشراء بوصف المنطقة مزاراً سياحياً طوال أيام السنة. وتلقى هذه المشغولات خصوصاً الأواني التي تستخدم في تقديم الطعام رواجاً خاصاً خلال شهر رمضان المبارك؛ حيث تزين السفر النجرانية بأواني الحجر والخوص. ورصدت جولة لوكالة الأنباء السعودية في سوق نجران القديم «أبا السعود» بعض المحلات المتخصصة في بيع المشغولات اليدوية مثل «المداهن» و«المطارح» و «المشاريب»، وغيرها. وأوضح أحد أصحاب المحلات في سوق أبي السعود الشعبي أحمد حسن أحمد، أنه متخصص في بيع المداهن منذ أكثر من 35 عاما، ولم يفكر في تغيير محله أو تحديث صناعته لأنها ما زالت رائجة، وما زال أهالي المنطقة يقبلون على شرائها بشكل مستمر حتى في تأثيث المطابخ الجديدة، عوضاً عن اهتمام السائحين بشراء مثل هذه الأواني من نجران. بيّن أن «المدهن» آنية من الحجر المجوّف والمحفور بدقة عالية جداً؛ حيث يُصنّع بأحجام مختلفة ويغطى بمشغولة «خوص» من النخيل، تُلفّ بالجلد الملون بألوان زاهية يغلب عليها اللون الأحمر والأبيض والأسود، وأنه يمتلك ما يقارب ستة أحجام مختلفة تبدأ بالحجم الأصغر الذي يستخدم في إعداد وجبة صغيرة، وحتى الحجم الأكبر الذي يمكن أن يقدم بداخله وجبة مكونة من خروف كامل. وأكد أن «المدهن» هو الأكثر مبيعاً من بين الأواني القديمة في رمضان؛ لأن وجبة «الرقش» التي تعد بداخله لا تفارق السفر النجرانية على الإفطار، بالإضافة إلى تميزه في حفظ الأكل ساخناً. أما علي ناصر الأدهم (صاحب محل متخصص في بيع المشغولات الخوصية والجلدية) فذكر أن شهر رمضان يشهد حركة مبيعات جيدة لأدوات «المطارح» و«المشاريب» لمحبة الأهالي أن توجد أدوات التراث النجراني الأصيل على سفرتهم، ولقدوم عيد الفطر المبارك. وأشار إلى أن المشاريب تستخدم لحفظ الماء البارد بنكهة خاصة، بينما يستخدم المطرح لوضع خبز البر والذرة فيه أثناء تقديمه، حيث يُصنع المطرح عن طريق الخوص، ويُغلّف بالجلد الملون بشكل زاهٍ وأنيق.