تستمر عملية نزوح المئات من طوارق مالي إلى الجزائر هروبا من المعارك الضارية التي تدور على الأراضي المالية. وتَدفَّق العشرات من الطوارق منذ أيام نحو المناطق الحدودية الجزائرية، مثل: مدينة تينزاوتين وبرج باجي مختار بأقصى جنوب الصحراء الجزائرية، هربا من المواجهات العسكرية بين طرفي النزاع المسلح الحكومة المالية وحركة الأزواد، وهى حركة تطالب بتحرير إقليم أزواد بمالي من سيطرة الحكومة وإسناد إدارته لما يسمى بالشعب الأزوادى. وقام الهلال الأحمر الجزائري بنصب خيم لإيواء اللاجئين؛ حيث قطع هؤلاء الفارّين حسب شهاداتهم مئات الكيلومترات للوصول إلى المناطق الحدودية، يأتي ذلك وسط توقعات بإدارة الجزائر مفاوضات بين أطراف الصراع. وأعلنت الحكومة الجزائرية عن وضع الترتيبات لمواجهة الآثار الإنسانية الخطيرة الناجمة عن هذه الأحداث، وقال رئيس الهلال الأحمر الجزائري، في تصريحات صحفية، إن للهيئة تجربة كبيرة في التعامل مع مثل هذا النزاع منذ تسعينات القرن الماضي حيث يتوفر الهلال الأحمر الجزائري في المناطق الحدودية مع مالي. ورعت الجزائر منذ أيام لقاء جمع وفد الحكومة المالية والتحالف الديمقراطي ل23 مايو من أجل التغيير، والذي يضم متمردين طوارق سابقين، تحت إشراف مفاوض جزائري، وانتهى اللقاء إلى توجيه نداء مُلح لوقف الاقتتال في شمال مالي وتغليب لغة الحوار والتشاور، ولكن متحدثا باسم حركة الأزواد أشار إلى أن نداء وقف إطلاق النار لا يعني حركته، معلنا أن العمليات العسكرية لحركته لن تتوقف. وأفادت الحركة أن المتمردين تمكنوا من السيطرة على مدينة تينزاوتين القريبة من شقيقتها تينزاوتين الجزائرية الواقعة في أقصى الجنوبالجزائري، وأوضحت أن مقاتليها تمكنوا من تحرير المدينة بعد معارك ضارية الثلاثاء الماضي إثر حصار القاعدة العسكرية التي أقامها الجيش المالي في المدينة. والتقى في وقت سابق وزير الخارجية المالي يومايلو بوبيي مايغا بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بقصر الرئاسة بالجزائر، حيث صرح الوزير المالي بأنه وضع الرئيس بوتفليقة في صورة الوضع السائد في مالي.