بدأ وزير الخارجية المالي سومايلو بوباي مايغا زيارة للجزائر، أمس، يُعتقد أنها تمهّد لإطلاق جولة مفاوضات بين حكومة باماكو وممثلين لمتمردي الطوارق يقودهم أحمد اغ بيبي الناطق باسم المتمردين والنائب في الجمعية الوطنية المالية. وقال مصدر جزائري ل «الحياة» إن «جولة المفاوضات تتم بطلب من الجزائر لبعث مسار سلام وفصل مطالب الطوارق عن تواجد مفترض لتنظيم القاعدة بينهم». وكشف مصدر موثوق ل «الحياة» أن السلطات الجزائرية باشرت مسار «تسهيل» لقاء بين الطرفين المتنازعين بهدف إحياء «اتفاق السلام» الموقع بينهما برعاية الجزائر عام 2008 بعد جلسات مستمرة استغرقت عامين كاملين. ويقود وزير الخارجية المالي وفد الحكومة الذي يشمل سياسيين وبرلمانيين وقادة عسكريين، في حين يقود وفد الطوارق النائب المالي أحمد أغ بيبي. وأغ بيبي عضو قيادي في ما كان يُعرف ب «تحالف 23 مايو» الذي كان يقوده الزعيم المتمرد إبراهيم أغ باهنغا الذي توفي خريف العام الماضي. ودخل أغ بيبي البرلمان المالي في 2007 بموجب اتفاق سمح لمئات الطوارق بالإدماج في صفوف الجيش والمؤسسات الدستورية في مالي. وتأتي دعوة الجزائر الطرفين المتنازعين لبدء المفاوضات بعد اشتباكات عنيفة في ثلاث مدن على الأقل شمال مالي قرب الحدود الجزائرية بين مسلحين من الطوارق وقوات الجيش. وشهدت «تيليسيت»، شمال مدينة كيدال والتي تبعد 150 كلم عن الحدود مع الجزائر، اشتباكات عنيفة في الأيام الماضية بعد مواجهات مسلحة مماثلة في مدينة «منكا» القريبة من حدود النيجر. وتتبنى هذه الهجمات «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» التي أسسها مقاتلون من الطوارق وعشرات المقاتلين الذين عادوا أخيراً من ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي. وتوعدت الحركة الحكومة المالية بالتصعيد العسكري في حال استمرار الغموض في شأن وجهة أموال صناديق الدعم المخصصة لشمال البلاد الذي يقطنه الطوارق.