اندلعت مواجهات عسكرية دامية في القسم المالي من مدينة تيزاواتين، الواقعة مع حدود الجزائر، بين متمردين طوارق من «الحركة الوطنية الأزاودية» ووحدات من الجيش المالي، في وقت أعلنت الجزائر استعدادها لمواجهة «كارثة إنسانية» على الحدود بتكليف الهلال الأحمر الجزائري بنصب خيام توقعاً لموجة نزوح كبيرة للسكان في اتجاه الحدود الجزائرية. وكلّف الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة فريقاً على رأسه وزير الشؤون الأفريقية والمغاربية عبدالقادر مساهل بالعمل على تحقيق «وقف اقتتال» بين الحكومة المالية و «الحركة الوطنية الأزاودية». واستقبل بوتفليقة، أول من أمس، وزير الشؤون الخارجية والتعاون لجمهورية مالي سوميلو بوبيي مايغا الذي سلّمه رسالة من الرئيس المالي أمادو توماني توري. ومايغا موجود في الجزائر منذ الخميس الماضي حيث مثّل وفد حكومته في «مفاوضات» مع ممثلين ل «تحالف 23 مايو» الذي يضم متمردين سابقين من الطوارق. وأوضح مايغا عقب اللقاء «إنني جئت مبعوثاً من الرئيس امادو توماني توري للقاء الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة حتى أضعه في صورة الوضع السائد في مالي وأعرب له عن امتنان الدولة والشعب الماليين للتضامن الدائم الذي نحظى به من الجزائر في مختلف الأوضاع سواء كانت جيدة أو غير ذلك». وتابع أن مالي تشيد بالمساعدة الجزائرية «التي نحظى بها الآن في تسوية الوضع الذي نمر به مع عودة التوتر إلى شمال مالي». وجمعت الجزائر وفداً حكومياً مالياً ومتمردين سابقين في «تحالف 23 مايو»، لكن «الحركة الأزاودية» لم تحضر واعتبرت أنها «غير معنية» بالبيان الذي صدر عن اللقاء والذي جاءت فيه دعوة إلى «وقف الاقتتال فوراً». وعُلم أن معارك اندلعت أمس في القسم الجنوبي لمدينة «تينزاواتين» الخاضع لسلطة مالي، فيما الجزء الشمالي تابع للجزائر. وأعلنت «الحركة الأزاودية» أنها هاجمت وحدات عسكرية بعد أيام من الحصار الشديد وأنها أسرت عدداً من الجنود الماليين.