تجتمع الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية في إسطنبول يومي الأربعاء والخميس المقبلين للنظر في المستجدات على الساحة السورية والتطورات الإقليمية، ومن المقرر أن تبدأ اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف أيام 3- 4- 5- يوليو لانتخاب رئيس جديد يخلف رئيسه الحالي أحمد الجربا. ويعاني الائتلاف من انقسام سياسي حاد في ظل الأوضاع داخل البلاد وفي ظل التجاذبات الإقليمية، خاصة مع اعتبار بعض الكتل داخله أنها امتداد لقوى إقليمية. وقالت عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري السيدة عالية منصور، في حديث ل «الشرق»: نأمل أن تنهي المرحلة المقبلة الخلافات داخل الائتلاف، التي بدأت مع توسعة الائتلاف الأولى، وأضافت: نأمل أيضاً أن ينهي انتخاب قيادة جديدة حالة الاستقطاب داخل الائتلاف، موضحة أن الخلافات الإقليمية استعملت للضغط على الكتل السياسية. وذكرت منصور أن أبرز المرشحين لخلافة الجربا هو رياض حجاب وهادي البحرة، وموفق نيربية. وأضافت أن هناك رغبة لدى بعضهم داخل الائتلاف بترشيح سالم المسلط. وأكدت السيدة منصور أن الخلافات السياسية داخل الائتلاف ليست جديدة، لكن هذه الخلافات بين الكتل طفت على السطح الآن مع غياب أي أفق لحل سياسي للأزمة السورية بفشل جنيف، وفي الوقت نفسه انعدام الدعم العسكري للجيش الحر بعد أن ذهبت وعود المجتمع الدولي بالدعم العسكري والسياسي أدراج الرياح، ووصفت منصور الموقف الأوروبي بأنه في سبات تجاه الأزمة السورية، فيما استثنت فرنسا التي اعتبرت أن لها دوراً متميزاً تجاه الثورة. واعتبرت أن الائتلاف يواكب الحراك الدولي والإقليمي، وأن الركود السياسي الدولي انعكس على واقع الائتلاف. وقالت منصور إنه لابد أن تنتهي حالة الاستقطاب داخل الائتلاف والوصول إلى توافق حول قيادة الائتلاف الجديدة، لتعبر عن جميع الاتجاهات داخل الائتلاف، وحذرت من أن صيغة الغالبية ستعود إلى الانقسام التي عبرت عنها صيغة 52 – 48، وأن الوضع سيكون أصعب إذا لم يحصل التوافق واستمر الانقسام. وحول آفاق الحل في سوريا، أوضحت منصور أن المنطقة باتت بحاجة إلى حل شامل خاصة بعد التطورات التي تحدث في العراق الآن، وقالت «نحن الآن أمام احتلال إيراني من نوع جديد»، وأضافت أن المسألة ليست الموصل وحلب والرقة والأنبار، بل إن إيران تمدد نفوذها السياسي والعسكري المباشر في العراقوسوريا، وأن الوضع الجديد بات يهدد المنطقة العربية بأكملها، وأكدت على ضرورة أن تقوم الجامعة العربية بتحرك لمواجهة هذا التمدد الإيراني، وأشارت منصور إلى الدور البارز لدول مجلس التعاون الخليجي في مواكبة التطورات، وبشكل خاص السعودية، فيما يتعلق بالشأن السوري والتطورات الإقليمية. واعتبرت منصور أن نظامَيْ المالكي والأسد هما من فتحا الأبواب لتنظيم «داعش»، وأنهما هيَّآ الأرضية لظهور التطرف عبر القمع والقهر والعنف الذي مارسه هاذان النظامان ضد الشعبين السوري والعراقي، وقالت إن المالكي والأسد أطلقا المتطرفين من السجون لتحويل الثورة ضدهما إلى محاربة الإرهاب.