رأى السفير المصري في المملكة، عفيفي عبدالوهاب، في زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر أمس الأول، استكمالاً للمواقف القوية والشجاعة للملك عبدالله بن عبدالعزيز تجاه المصريين، مذكِّراً بموقفه من مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013. واعتبر السفير عفيفي عبدالوهاب، في تصريحاتٍ خاصة ل «الشرق» أمس، أن العمل العربي المشترك لا تقوم له قائمة إلا بتكاتف وتعاون وتنسيق بين القطبين الرئيسين في العالم العربي، المملكة ومصر، وأضاف «حقائق التاريخ ومعطيات الجغرافيا تؤكد هذا». وأضاف أن «مصر عادت إلى دورها الطبيعي والطليعي على المستويين الإقليمي والدولي، والمملكة ومصر هما جناحا الأمة العربية، وبتعاونهما يمكن العبور بالعرب إلى بر الأمان»، مذكِّراً بتوصية الملك المؤسس، عبدالعزيز آل سعود «رحمه الله»، لأبنائه الملوك من بعده بتوطيد علاقتهم بمصر؛ لأن في قوتها قوة للعرب، وفي ضعفها ضعف للعرب. ورأى أن عودة مصر إلى ممارسة دورها الطبيعي تقوِّي محور الاعتدال خاصةً في هذا الظرف التاريخي الراهن الذي تواجه فيه الأمة العربية مخاطر وتحديات كثيرة، مشيراً إلى ما يجري في العراق وليبيا وسوريا وغيرها، ومشدداً على ضرورة التنسيق والتعاون بين المملكة ومصر لمواجهة هذه التحديات. وتابع السفير «البعض راهن على غياب مصر عن ممارسة دورها في المنطقة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وظنوا أن هذا الغياب سيطول وأنه غياب أبدي، ولكن مصر وبمساندة المملكة استطاعت أن تتجاوز هذا الظرف التاريخي العصيب وعادت إلى ممارسة هذا الدور، وانطلاقاً من هذه العودة فإن المملكة تدرك أهمية التنسيق والتشاور مع مصر». وتوقع أن يرسل التنسيق السعودي – المصري المتواصل رسالة للجميع بأن البلدين يقومان بواجبهما تجاه الأمة العربية «وهذه رسالة تكاتف وتضامن».