شيع أهالي منطقة الجوف أمس جنازة المواطنة المبتعثة «ناهد المانع» التي غدرت بها أيادٍ مجهولة الثلاثاء الماضي في مدينة كولشيستر البريطانية في طريقها إلى معهد لتعليم اللغة الإنجليزية. وجاء التشييع بعدما أدوا صلاة الجنازة عليها بعد ظهر أمس السبت في جامع خادم الحرمين بسكاكا، وقد صلى على الفقيدة «المانع» آلاف المصلين الذين قُدِّر عددهم بأكثر من ستة آلاف من أهالي الجوف، وبعض مَن قدموا من مدنٍ ومحافظات أخرى ليشيعوا جنازتها رغم حرارة الجو التي وصلت لأربعين درجة مئوية، وليواروا جثمانها التراب في مقبرة اللقائط بالجوف. وتدخلت دوريات أمنية لتنظيم حركة المرور من الجامع إلى المقبرة نظراً للتزاحم الشديد في اتِّباع الجنازة. وكان الأهالي وأسرة وذوو الفقيدة قد استقبلوا جثمان المبتعثة ناهد المانع في السابعة صباحاً وسط حضور أمني مكثف لتنظيم الزحام داخل صالة مطار الجوف وفي الطريق إلى مغسلة الأموات. وسيطر جوٌّ من الحزن والدموع على المكان أثناء مشاهدة جنازتها تنزل من الطائرة. وودَّعت ناهد المانع أسرتها في مدينة سكاكا في 22 أبريل الماضي بعبارة «أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه» كتبتها بخط يدها في ورقة احتفظ بها أهلها، عندما زارتهم آخر مرة في حياتها. وفي متابعات «الشرق» حول قضية الطالبة المغدورة، أعلنت الشرطة البريطانية، أنها قبضت على شاب «19 عاماً» على خلفية التحقيقات في قضية مقتل المبتعثة السعودية ناهد المانع. وكانت الشرطة قد أفرجت، يوم «الخميس»، عن مشتبه فيه «52 عاماً» ودعت إلى توخي الحذر في ادعاء أنها قتلت بدوافع كراهية دينية. وأبدت الشرطة أسفها للحادثة، مؤكدة أنها لن تتوقف عن التحقيق في الجريمة التي وصفتها ب «الحادث الحزين والمؤلم»، مؤكدة أنها حريصة على تهدئة الأوضاع، خصوصاً أن الاستنتاجات المنتشرة بشأن سبب مقتل المبتعثة لم يتم تأكيدها حتى الآن. وأوضحت الشرطة أنها رصدت تهديدات بالانتقام العنيف للمبتعثة المقتولة، مشيرة إلى أن أحد التهديدات التي تلقتها عبر الإنترنت صادر من جماعات جهادية تقاتل في سوريا. وأكدت على أن التحقيقات في الحادثة مستمرة، وأنها ستبذل كافة جهودها للعثور على المتسبب في الجريمة.