قبل أكثر من شهرين، وتحديدا في 22 أبريل، كتبت المبتعثة ناهد المانع الزيد التي لقيت حتفها طعنا بالسكين في بريطانيا على ورقة بيضاء أبقتها عند أهلها "أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه".. ويبدو حشد من مشيعيها بسكاكا أمس، وفي الإطار رسالتها لأسرتها. شيع آلاف المصلين ظهر أمس المبتعثة من جامعة الجوف ناهد ناصر المانع الزيد التي قتلت الثلاثاء الماضي على يد مجهول أثناء ذهابها إلى معهد اللغة الذي تدرس فيه بمدينة كولشيستر البريطانية. وكان جثمان الفقيدة قد وصل صباح أمس إلى مطار الجوف، وصلي عليه بجامع الملك عبدالله بسكاكا الذي يتسع لأكثر من ثلاثة آلاف مصل، حيث امتلأ عن آخره، ثم نقل الجثمان لمقبرة "اللقائط" ليوارى الثرى وسط حضور كبير من أهالي المنطقة. من جهته، أصدر الناطق الرسمي لجامعة الجوف جميل بن فرحان اليوسف بياناً خاصاً حول ما أثير مؤخراً في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، عن إجبار المعيدين والمحاضرين على الابتعاث لاستكمال دراساتهم العليا في جامعات عالمية. وأكد اليوسف أن "الجامعة لم تجبر أياً من منسوباتها على الابتعاث، وإذا ثبت لها وجود ما يعيق ابتعاث منسوباتها من حالة صحية، أو عدم وجود محرم يرافقها، ويوفر لها الحماية بعد رعاية الله، فإن الإدارة تتنازل عن شرط الابتعاث الخارجي". وأضاف أن "ابتعاث الفقيدة ناهد ناصر المانع الزيد كان بمتابعة شخصية من والدها الفاضل ناصر المانع، الذي لم يتقدم للجامعة بأي اعتراض رسمي على ابتعاث ابنته للخارج، وكان يتابع إجراءاتها شخصياً، وكان ذلك حال غيرها من المبتعثين والمبتعثات الذي يتلقون العلم في جامعات عالمية مختلفة بمحض رغبتهم وإرادتهم". وقال اليوسف إن "المبتعثة الفقيدة كانت نموذجا للفتاة السعودية المحافظة على ثوابتها وعقيدتها مهما ابتعدت عن الوطن، ومثالا للفتاة الطموحة التي اختارت الطريق الأصعب تطويراً لقدراتها ومعارفها"، سائلا الله لها الرحمة والمغفرة ولذويها الصبر والسلوان. وأوضح ضوابط التعيين والابتعاث، وقال "فيما يتعلق بالمعيدين والمحاضرين الذين أمضوا سنوات طويلة في الوظيفة، ولم يكملوا دراساتهم العليا، فإن الجامعة ووفقاً لتوجيهات وزارة التعليم العالي، وما نصت عليه أنظمة الخدمة المدنية؛ وجهتهم بضرورة إكمال دراساتهم، أو التحويل لوظائف إدارية في حال عدم رغبتهم، أو قدرتهم على الدراسة، وهؤلاء وجهتهم لاستكمال الدراسات العليا، ولم تتطرق لكونها داخلية أو خارجية". وأضاف أنه "فيما يتعلق بالمعيّنين الجدد، فالجامعة تسعى لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وتوجهات التعليم العالي بالمملكة، والتي تدعو للاستفادة من الجامعات العالمية العريقة، وابتعاث المعيدين والمحاضرين في التخصصات العلمية ليعودوا لخدمة دينهم ووطنهم". وقال اليوسف إنه "بناء على ذلك تم اعتماد التعيين المؤجل أو المشروط، والذي ينص على تعبئة نموذج يتعهد فيه المتقدم للتعيين بالجامعة باستكمال دراسته بالخارج"، مشيرا إلى أن كل المعيّنين في الجامعة والمبتعثين منها على دراية بهذا الشرط، وتقدموا وحصلوا على فرصة التعيين، ثم الابتعاث بكامل رغبتهم وإرادتهم. وأشار المتحدث الرسمي لجامعة الجوف أن "بعض المتقدمين، يبدون رغبة في التعيين والابتعاث، ثم يعودون للمطالبة بالابتعاث الداخلي دون وجود موانع حقيقية من ابتعاثهم خارجياً، وهذا يتعارض مع سياسة وتوجه الوزارة، ويضيع الفرصة على الجادين في الابتعاث الخارجي دون وجود مبررات للعدول عنه، والدراسة في الداخل، أما التخصصات الشرعية والأدبية فلا يشترط لها الابتعاث الخارجي". وأكدت الجامعة في بيانها أن "حرص الدولة على ابتعاث منسوبيها من الجنسين في التخصصات العلمية يصب في مصلحة الوطن عموماً، ومجتمع الجوف والجامعة خصوصاً، من خلال نقل وتوطين العلوم والتقنيات الحديثة، وبناء عضو هيئة التدريس في أرقى الجامعات العالمية".