بحث زعماء مجموعة السبع أمس خطواتهم المقبلة بشأن الأزمة الأوكرانية، حيث يتوقع دبلوماسيون مزيجا من الدبلوماسية والضغوط. وتشهد أوكرانيا أعمال عنف منذ فبراير الماضي عندما فر الرئيس فيكتور يانوكوفيتش من البلاد في أعقاب مظاهرات حاشدة بسبب معارضته توثيق العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. واتهم المجتمع الدولي روسيا بإثارة اضطرابات انفصالية في الجمهورية السوفيتية السابقة، بضمها شبه جزيرة القرم «الأوكرانية». وقرر زعماء مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى إلغاء قمة كان من المقرر أن تستضيفها روسيا هذا الشهر، وعوضا عن ذلك يعقدون محادثات يستضيفها الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل هذا الأسبوع. وذكر مصدر دبلوماسي رفض الكشف عن هويته: «استبعدت روسيا نفسها من المجموعة من تلقاء نفسها بتصرفاتها. إن الأمر يعود إلى روسيا لأن تتصرف بما يتوافق مع القيم الدولية». ونفت موسكو مرارا أنها تتدخل في الشؤون الأوكرانية أو أنها تعتزم غزو جارتها. غير أن مصدرا ذكر أن «روسيا يمكنها بذل المزيد لتجنب زعزعة الاستقرار أكثر مما تفعله حاليا» لا سيما من خلال نفوذها لدى الانفصاليين المؤيدين لها في أوكرانيا. وفي محادثاتهم الأخيرة التي عقدت في أبريل، وافق زعماء مجموعة السبع على المضي قدما في العقوبات ضد روسيا. وفي بروكسل، يتوقع أن يبقي الزعماء على نغمة التهديد بمزيد من الإجراءات التقييدية حال مزيد من زعزعة الاستقرار في أوكرانيا. ولكن تبقى مسؤولية محاولة دفع موسكو وكييف لإجراء محادثات مباشرة في أعقاب انتخاب رئيس جديد لأوكرانيا، بيترو بوروشينكو. وذكر مصدر دبلوماسي آخر «نحن في مرحلة الأولوية فيها للجهود الدبلوماسية والسياسية، والأولوية هي استخدام الزخم الناجم عن انتخاب الرئيس الجديد». ومن المتوقع أيضا أن تؤكد مجموعة السبع مجددا رفضها الاعتراف بضم روسيا شبه جزيرة القرم. تضم المجموعة الدول الصناعية الكبرى، بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة. وناقش زعماء المجموعة تطورات الوضع في أوكرانيا على مأدبة عشاء أمس، إضافة إلى عديد من قضايا السياسة الخارجية الأخرى، مثل الأزمة في سوريا والمفاوضات النووية مع إيران والقتال الدائر في ليبيا وعملية السلام في الشرق الأوسط والتوترات في بحر الصين الجنوبي. وتستمر المحادثات اليوم الخميس حول قضايا الاقتصاد والتجارة والطاقة والمناخ والتنمية. وهذه أول قمة لمجموعة السبع تستضيفها العاصمة البلجيكية بروكسل. وذكرت المصادر أنه يمكن إثارة قضية تهديد المقاتلين الأوروبيين العائدين من سوريا خلال القمة.