قالت مصادر دبلوماسية ان قادة مجموعة السبع الذين سيجتمعون الاربعاء في بروكسل، في غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيعملون على "خطة تحرك مشتركة" في مواجهة التهديد الذي يشكله المقاتلون الاجانب العائدون من معسكرات الجهاديين في سورية. ويظل الأخير في صلب كل المشاورات التي يجريها هؤلاء لمعالجة الازمة الاوكرانية واوضح مصدر دبلوماسي بريطاني ان القادة "سيحاولون التفاهم" على حل لهذه المشكلة التي تعني دولا عدة داخل المجموعة، مضيفاً ان المشاورات تهدف الى "عرض الوسائل والخبرات" لدى الدول وبحث ما يمكن القيام به على صعيد "التعاون مع البلدان" المحاذية لسوريا ومراقبة "تمويل الارهاب". ويرتدي هذا الملف اولوية بعد اعتقال المتهم باطلاق النار داخل المتحف اليهودي في بروكسيل، وهو فرنسي جهادي سبق ان زار سورية. كذلك، سيعقد وزراء داخلية دول المجموعة اجتماع عمل في لوكسبورغ الخميس مخصصا لهذا الملف. واعلن المنسق الاوروبي لمكافحة الارهاب جيل دو كيرشوف ان "اكثر من مئتي اوروبي توجهوا او يريدون التوجه الى سورية للقتال فيها"، علما بان فضاء شنغن اوقف عمليات المراقبة المنهجية للحدود الداخلية والتي كانت تتيح ملاحقة اكبر للمواطنين الاوروبيين الذين قد يشكلون خطرا. وتدعو بلجيكا خصوصا الى اعداد قائمة اوروبية بركاب الطائرات على غرار القائمة الاميركية التي وضعت بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر). واكد مسؤول اوروبي معني بالملف ان برنامجا كهذا "كان يمكن ان يساعد" بالنسبة الى الهجوم داخل المتحف اليهودي الذي خلف اربعة قتلى في 24 ايار (مايو)، لكن ترددا داخل الاتحاد الاوروبي حال دون اطلاقه. وعلى المقلب الآخر، وللمرة الاولى منذ 17 عاما، يقتصر عدد القادة على سبعة بعدما قرروا استبعاد روسيا والغاء قمة مجموعة الثماني التي كانت مقررة في سوتشي احتجاجا على ضم القرم. ومع تبني خطاب حازم حيال موسكو، سيسعى هؤلاء الى ايجاد مخرج لنزاع يهدد بزعزعة استقرار شرق اوروبا. وخلال عشائهم، سيبحث قادة مجموعة السبع امكان تشديد نظام العقوبات المحددة الهدف التي استهدفت موسكو منذ ضم القرم، لكن مصدرا دبلوماسيا استبعد اتخاذ اي قرار في هذا الشان. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي ان "البعض وبينهم الاميركيون يؤيدون عقوبات جديدة لكن اخرين يعتبرون انها ستاتي بنتائج معاكسة"، فيما صرح مسؤول في الاتحاد الاوروبي الذي يستضيف القمة بان "هناك فرصة الان ينبغي انتهازها" للعمل مع روسيا "من اجل حل سياسي". ويعمد القادة الى ابلاغ رسالتهم مباشرة الى بوتين لمناسبة زيارته فرنسا حيث سيجري محادثات ثنائية الخميس مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والجمعة مع المستشارة الالمانية انغيلا مركل. وستدعو مجموعة السبع الرئيس الروسي "الى العمل مع الحكومة الجديدة في اوكرانيا" اثر انتخاب بوروشنكو الذي سبق ان ربطته علاقات جيدة بموسكو. ويشدد الغربيون على ضرورة مساعدة بوروشكنو في "تامين استقرار مالي واقتصادي وسياسي" لاوكرانيا، بحسب ما اعلن رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فان رومبوي الاربعاء. ويبدي الاتحاد الاوروبي استعدادا لعقد "اجتماع تنسيقي" حول المساعدة في بداية تموز (يوليو) يسبق "مؤتمرا دوليا" للمانحين في نهاية العام. واكد رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ان الاتحاد الاوروبي سيوقع "في موعد اقصاه 27 حزيران (يونيو)" اتفاق التبادل الحر مع اوكرانيا. كذلك، ستدعو مجموعة السبع بوتين الى استخدام نفوذه لدى المجموعات الانفصالية في شرق اوكرانيا، علما بان موسكو رفضت على الدوام اتهامها بالضلوع في زعزعة استقرار هذا البلد. واكد بوتين الاربعاء ان "السياسة الاكثر عدائية هي السياسة الاميركية"، وقال عبر اذاعة اوروبا واحد "تكاد تكون قواتنا العسكرية في الخارج شبه غائبة في حين ان هناك قواعد عسكرية اميركية في كل انحاء العالم. انهم يتدخلون في الشؤون الداخلية لهذه الدولة او تلك، اذن من الصعب اتهامنا بالانتهاك". وحذرت المستشارة الألمانية انغيلا مركل في كلمة في البرلمان اليوم الأربعاء من تجاهل وجهات نظر بريطانيا بشأن القضايا الأوروبية رغم الخلافات مع لندن حول من يشغل منصب الرئيس القادم للمفوضية الأوروبية. وفي كلمة لها في البرلمان الألماني قبل اجتماع لزعماء دول مجموعة السبع في بروكسل قالت مركل انها تضغط بشدة على نظرائها الأوروبيين لدعم ترشيح جان-كلود يونكر لرئاسة المفوضية الأوروبية. لكنها أوضحت أيضا انه يتعين الاستماع إلى الدول التي لديها شكوك ازاء رئيس وزراء لوكسمبورج السابق يونكر وانتقدت بشدة وسائل الإعلام والساسة الألمان الذين يطالبونها بتجاهل بواعث قلق بريطانيا وفرض يونكر. وتختتم القمة بعد ظهر الخميس بعد ان تكون بحثت ايضا وضع الاقتصاد العالمي وملف التبدل المناخي. وسيتوجه معظم القادة بعدها الى باريس باستثناء رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي.