ما زلتُ أحيا قَدْرَ أمنيتي. قَدْرَ اخضرار العشب في عينيك يا شفةَ يعانقها رذاذُ البحرِ..، يا سكنا يُقبِّلُ ما يشاءُ من المساءْ. ما زلتُ أحيا قَدْرَ ابتسامتكِ البهيةِ في السهولْ. قَدْرَ المنايا في حكايانا، وقدر الأمنياتْ. قَدْرَ الجنازةِ، وهي تتعب مثلنا.. تنوي الرحيلْ. قَدْرَ المدى.. ما زلتُ أحيا. ما زلتُ أحيا؛ كي أموتَ مجددا. كي أستقيمَ على الحقيقة مثلما عرجتْ بنا الأرواحُ نحو كنائسٍ ومساجدٍ تعبى من الموتِ الثقيلْ. أنا هاهنا صبحٌ يطارد ما يشاء من النجوم الحافيهْ. هربت على يمنايَ أجنحة الظلامِ، هويتي رملٌ وماءْ. أمشي فتقطعني المسافة، كالحياةِ لمنتهى جسدٍ وليدْ. قلبي سيعبره الخيال المخملي.. وشفاهكِ الحمراء رائحة الصهيلْ والماء يحمل ما يشاء من المكانِ.. الحلمُ فتشَ عن هوىً يستوطن الإلهامَ.. يعبر كل رملٍ أخضر اللمساتْ. وأُعِيْدً ثانيةً خيالي..، وتُعيدني تلك السهول لعشبتي.. أنتِ الملاكْ. وأسيرُ منفياً إلى قلب الحبيبةِ..، لم أكنْ قَدَراً منَ الأحلام، أو شبحا من الظلماتِ…، صيّرني إله البحر من ملحِ الكلامْ. موجاً أصيرُ وحبةَ مجهولةَ في شاطئ رملي. جسداً سيحلم أن يعود من الجنازة، أو طريقاً غائمَ اللحظاتِ، أو دنيا… من ألف عامٍ لم أزلْ أنوي الرحيلْ. وعلى شفاه العمر ينتحر العويلْ. وأنا.. أنا حلم اليقينْ. هذي الدقائقُ والمدى، الأزهارُ حلمُ عشيقتي.. رملي.. شجيراتُ الغيوم، وساعةُ الميلاد، والذكرى، وكلُّ فتىً يتيمْ. حملوا بساط الريحِ مثل المسك في رئتي.. وقالوا «ميمٌ.. منيرٌ».. لم أزلْ أحيا يقول مسافر مثليْ. ويقول لي: هل ما تزال مدينة أخرى ستأتي؛ كي تموت كما الأبدْ. ما زلتُ أحيا قَدْرَ أمنيتي قَدْرَ ابتسامتكِ البهية في السهولْ. قَدْرَ المنايا في حكايانا، وقدر الأمنياتْ. قَدْرَ الجنازةِ، وهي تتعب مثلنا.. تنوي الرحيلْ.