عبروا هنا.. لم يتركوا إيمانهمْ لم يتركوا في حبهم أو شِعرهم شيئا لنا عبروا هنا و"الغدر" مزّق فوق غيمتهم هواءْ عبروا الشتاءَ ولم تكن خطواتهم، إلا بكاءَ الأنبياءْ و العربيُّ نامَ مع الفضاءْ ذُبِحُوا كما موتٍ قديمْ ماتوا على تلكَ المعابرِ من يهودِ إلى يهودِ.. و العربيّ نام مع الفضاءْ لم يعرفونا مثل ظلّ الموتِ.. لا يحيون أمسيةً على أبياتها كُتِبَ الشقاءْ لم يشعلوا النيران كي تدفا فواصلهم.. هنا ينزاح عن كلماتهم أسمي "أنا العربيَّ"، ؟!! فأنا الحكومة والرصاصُ.. أنا نهايةُ عامكمْ.. وأنا المعابرُ قيّدُوها في الشتاءْ لن يعرفوني وسط هذي المجزهْ فأنا الشعوب مكسرهْ.. وأنا انتفاضة شعبنا.. صوتٌ أنا، وأنا الرياح الحاملاتُ لقاحَها نحو المعابرِ كي أزيحَ العارَ عن جلدي أنا من ماتَ في الظلماتِ.. مَنْ قتلوكَ حدّ خرافة النسيانِ في وجع المكانْ وأنا الرصاصُ الآدميُّ أنا السلامٌ.. أنا رسالاتُ السماءْ طفلي أنا وأنا الطفولة تُنْتَهكْ؟!! والصمت ماتَ على يد الغاوينَ في وطني، فلم تخشع لنا صلواتنا وعلى فمي يستيقظ الإيمانُ.. يكسرُ قيدَ حاكمنا وعلى دمي حرّرتُ قِبْلَتِي التي قبلتُها في القدسِ في لبنانَ، في موتي، وفي وجهِ الطفولة والقصيده عبروا هنا والجسر مات على يدي وتمزّقت قدماه من بردٍ تئنُّ مواجعهْ قبّلتُ آخرَ رعشةٍ عبرتْ على جسدٍ نحيلْ.. طفل يُقَدِّمُ ما يشاءُ من الهدايا والرمالْ يبكي وفي يدهِ الصغيرةِ زهرتينْ وعلى شفاهٍ مسَّهَا تعبُ المدى شاهدتُ موتَ الدمعتينْ طفلا يسيل الدمع من فمهِ.. وجيلاً ينفض الطعناتِ، يحكي مجزرهْ شاهدتُ خلف الجسر أمنية صغيرهْ كانت تعيش محاصرهْ كانت تئنٌّ من الخرابِ، وكنتُ أنشقها دماً.. شاهدتُ إحدى أمَّهاتِ الجسرِ تنعى طفلةً غابت ملامحها.. قُتِلَتْ على ريحٍ بعيده نَسِيَتْ كجدتها الحذاءَ...، الوقتُ منيتها الصغيرهْ وأنا عربيِّ لم أبكي لهمْ!! عبروا بأضلاعي فلم ابكي لهمْ والعالم الكونيّ لم يبكي لهمْ ماتوا كما ظلٍّ وحيدْ همْ ساقطونَ على الظلامْ أيديهمُ بُتِرتْ ومات الخوف في أجسادِهِمْ لا يحملون على الرحيلِ سوى الحجارةِ والزهورْ لا يعبرون سوى الحدود إلى الحدودْ لا يطلبون سوى المطرْ أو بعض ألعابِ الصغارْ