، من خلاله تستطيع دفع اليأس بعيداً عن بابك.. فعندما تصنع لنفسك دولاباً ترمى فيه كل مشكلاتك وتقذف مفتاحه خلف ظهرك، فأنت خطوت الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح نحو الأمل. فالحياة منغصاتها كثيرة ومشكلاتها تنمو وتزدهر، ولكنها تشيخ وتترهل إذا عصمت نفسك وأشغلت تفكيرك بالجانب الإيجابي.. وتذكر أن «الميل يبدأ بخطوة، فسارع ولا تتردد». قيودك تحرر منها، واصنع بها حبلاً لقيادة مستقبلك الجديد؛ لا بقاء لضوء النهار، ولا عتمة مع شروق الشمس، فردم المشكلات قد يصنع منها جبلاً لا تستطيع إزاحته، فأفعالنا هي «أفعى لنا» إن لم نحسن التدبير والتصرف الصحيح، وكثير منا لهم آمال وتطلعات لحياةٍ أفضل ومستقبلٍ مشرق، لكن بمجرد التعثر والسقوط في بداية المشوار، تنهار النفسيات ويبدأ الطموح يفقد بريقه، حتى يستولي اليأس والتذمر والإحباط على العقل والقلب، وتبدأ دوامة الانحدار للأسفل. هنا يجب أن تتوقف وتعيد برمجة أفكارك، استشر «فما خاب من استشار»، تحدث لمن تثق به لحلحلة الأمور، «فالحكمة ضالة المؤمن»؛ فتسلق الجبال يحتاج لمهارة وقوة وتأنٍ، عكس السقوط من قمته. ولقد قرأتُ قصة جميلة، عن قائدٍ هُزم في إحدى المعارك، فسيطر اليأس عليه، وذهب عنه «الأمل»، وجلس إلى جوار صخرةٍ كبيرةٍ.وبينما هو على تلك الحال، رأى نملة صغيرة تجُرُّ حبة قمح، وتحاول أن تصعد بها إلى منزلها في أعلى الصخرة، ولما سارت بالحبة سقطت منها فعادت إلى حملها مرة أخرى، وفي كل مرة كانت تقع الحبة فتعود النملة لتلتقطها، وتحاول أن تصعد بها.. وهكذا. فأخذ القائد يراقب النملة باهتمام شديد، ويتابع محاولاتها، حتى نجحت في الصعود بالحبة إلى مسكنها، فتعجب القائد المهزوم من إصرارها، ثم نهض من مكانه وقد ملأه الأمل والعزيمة، فجمع رجاله، وأعاد إليهم روح التفاؤل والإقدام، حتى انتصر على أعدائه، وكان سلاحه الأول الأمل وعدم اليأس، الذي استمده وتعلمه من تلك النملة الصغيرة. الأمل والرجاء خُلق من أخلاق الأنبياء، وهو الذي جعلهم يواصلون دعوة أقوامهم إلى الله دون يأس أو ضيق، برغم ما كانوا يلاقونه من إعراض ونفور وأذى.. فقد قيل: اليأس سلم القبر، والأمل نور الحياة.