نظم مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات مؤخراً لقاءً عقد في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا لبحث دور وسائل الإعلام في دعم قيم الحوار الفاعل بين أتباع الأديان والثقافات والعلاقة بين وسائل الإعلام المتنوعة والمؤسسات الدينية واحترام التنوع الديني والثقافي وتسليط الضوء على النماذج الناجحة لنشر قيم التسامح والتعايش ودور وسائل الإعلام في تعزيز ذلك. وأوضح الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أن اللقاء الذي حضره عدد من خبراء العمل الإعلامي ومنسوبي وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ووسائل الإعلام الجديد يأتي ضمن منظومة الفعاليات والأنشطة التي ينفذها المركز ضمن مبادرة /صورة الآخر/ وسبل الاستفادة من وسائل الإعلام في تقديم صورة موضوعية عن أتباع الأديان والثقافات ومعالجة الصور النمطية السلبية التي كانت وما تزال معوقاً للتواصل الفاعل والحوار المثمر طوال العقود الماضية. وأضاف معاليه أن اللقاء تناول حرية الصحافة ووسائل الإعلام ودورها في تعزيز الجوانب الإيجابية في تشكيل الرأي العام لا سيما تلك المتعلقة بالتعايش والالتقاء حول المشترك بين مختلف الأديان والثقافات، بالإضافة إلى الاستماع إلى شهادات وخبرات عدد من مواطني ليبريا حول الحوار بين أتباع الأديان ودوره في تحقيق المصالحة بين الليبيريين بعد الحرب الأهلية الدامية التي اندلعت في بلادهم. ولفت الانتباه إلى ما شهده اللقاء من توافق جميع المشاركين على أهميته والدور الكبير لوسائل الإعلام لخدمة السلام والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات، وعدم استغلالها أو توظيفها في إذكاء الصراعات الدينية أو العرقية من قبل فصائل سياسية أو طائفية في ظل تعاظم تأثير دور وسائل الإعلام في هذا العصر بصورة غير مسبوقة، والتغير النوعي في مهامها التي تجاوزت كونها أداة لنقل الأخبار والأحداث إلى تشكيل الفكر والرأي في المجتمعات الإنسانية. من جهة أخرى اختتمت بالعاصمة النمساوية فيينا الليلة الماضية أعمال اجتماع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات لمناقشة سبل تسهيل عملية السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى. وأكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن عبدالرحمن بن معمر في بيان له في ختام الاجتماع حرص المركز على تقديم خدماته وخبراته لدعم السبل الممكنة التي تساعد في التوصل لقرارات تحل الأزمة الحالية في جمهورية إفريقيا الوسطى. ولفت الانتباه إلى أهمية استكشاف خيارات التدخل من خلال الحوار وانخراط خبراء إفريقيا الوسطى والزعماء الدينيين في البحث عن حل سلمي للأزمة. واتفق المشاركون في ختام أعمال الاجتماع الذي استمر يومين على أن النزاع في جمهورية إفريقيا الوسطى ليس صراعاً دينياً بل صراع له جذور تاريخية وسياسية واقتصادية محذرين من تأخر تبني إجراءات فورية لتعزيز الحوار بين الأديان وتخفيف الأزمة الإنسانية والأمنية المتنامية في البلاد.