استقبل الرياضيون في المملكة بالتزامن مع تسنم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه تسع سنوات من حكم هذه البلاد هدية ثمينة تمثلت في ملعب جدة الجديد، أو كما يطلق عليه «الجوهرة المشعة»، الذي يأتي ضمن مشروع «مدينة الملك عبد الله الرياضية»، أحد أكبر المشاريع الرياضية على الإطلاق في تاريخ المملكة. وتمثل هذه المدينة نقلة نوعية للرياضة في المملكة؛ إذ ستضاف إلى أعظم المنشآت الرياضية وأفضلها في العالم، وهي ثمرة لرؤية ثاقبة من خادم الحرمين لأهمية الرياضة وفوائدها ودورها في تقدم الإنسانية وقيمتها في رعاية شريحة الشباب على وجه التحديد. استاد الجوهرة يضاف إلى المنشآت الرياضية العملاقة بمملكتنا الغالية ليكمل تلك النجاحات، التي رسمتها السياسات الحكيمة لمختلف القطاعات.وأعطت اهتماماً خاصاً بالقطاع الشبابي والرياضي، لما له من مكانة وتأثير على الساحة بأهمية الرياضة التي لعبت في تحقيق مزيد من التقارب والتجانس بين الأسرة الرياضية بفضل رعاية القادة السياسيين، على اعتبارها جناحاً مهماً تعتمد عليها الدول في اللحاق بالركب العالمي من منطلق التوجه السياسي الحكيم على ضرورة دعم الشباب. ومن نعم الله على هذه البلاد أن وهبها ملكاً أعطى لدينه ووطنة وشعبه الشي الكثير والمثال الذي شاهدناه قبل أسبوع في جدة شاهد عيان على مايوليه هذا الملك من اهتمام لأمته وأبنائه وإذا كان استاد الملك عبدالله هو الهدية التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لشباب الوطن، فإن حضوره المناسبة كان أعظم هدية لشعبه ووطنة فإن هذا الحدث، ترجمة صادقة لحلم الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي استمر لأكثر من عشرين عاماً، بإنشاء صرح علمي عالمي كبير وبالمعايير الدولية ليكون بمنزلة حاضنة علمية للعقول السعودية الشابة، لتعمل على إيجاد قاعدة علمية قوية تؤسس لتطوير بنية صناعية واقتصادية ترتكز على العلم والمعرفة. وهكذا فإن استاد «الجوهرة المشعة « ليس مجرد ملعب رياضي تقام فيه المنافسات الرياضية بمختلف أشكالها وتنتهي بفوز وخسارة أحد المتنافسين، ولكنه رؤية ثاقبة من ملك كسب حب شعبه الذي بادله الحب بالحب وصدق المشاعر والالتفاف حوله رعاه الله، وفي مقابل هذا العطاء الكبير الذي توَّجه خادم الحرمين الشريفين بالحرص على الحضور الشخصي للمشاركة في فرحة شعبه، بافتتاح استاد «الجوهرة» الثمينة التي كانت هديته – حفظه الله – لشعبه مع دخول السنة العاشرة لتوليه مسؤوليات الحكم. فقد كان يوم افتتاح الاستاد يوما تاريخيا، يصعب على أجمل العبارات وأبلغها شعرا ونثرا أن تعبر عن قيمة هذا المشروع الحيوي الضخم الذي أغدق به علينا قائدنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله ورعاه. سيظل حفل الافتتاح وفقراته محل اهتمام ومراقبة وتدقيق وتمحيص الجميع في يوم لا ينسى (الخميس 2 رجب 1435ه الموافق 1 مايو 2014). كما ولا بد أن نشكر الشركة المنفذة (أرامكو) السعودية التي صممت وأنجزت في وقت وجيز وقدمت درسا جديدا في قيمة العمل واحترام العقود وتحمل المسؤولية أمام المجتمع الرياضي فإذا كان الرياضيون السعوديون قد حظيوا قبل سنوات بافتتاح درة الملاعب استاد الملك فهد بالرياض، وفي هذا العام بافتتاح استاد الجوهرة استاد الملك عبدالله فإن رحلة الألف ميل ستصل إلى المنطقة الشرقية بإذن الله لتعلن عن بدء إنشاء استاد رياضي ثالث يوازي في فخامته وحجمه استادي الجوهرة والدرة ليحمل اسما يكمل عقد الاستادين بتسميتة بالدانة وإن شاء الله أن هذه الرغبة والأمنية لن يبخلوا بها علينا وعلى رياضينا بإذن الله.