أصبحت المسابح العامة والخاصة في عصرنا الحاضر ذات أهمية كبيرة للأفراد والجماعات، لكونها مُتنفساً رياضياً وترفيهياً يُساعد على قضاء الأوقات في مُمارسة أنشطة تُفيد الجسم؛ ما أدى ذلك إلى زيادة الطلب على إقامة مثل هذه المنشآت؛ وبالذات في المدن الكبيرة التي غَلب عليها الصخب والضجيج بسبب التوسُّع العمراني الكبير والطفرة السكنية الواسعة. استدعت تلك المنشآت البحث عن ضرورة وضع ضوابط واشتراطات يجب توافرها في منشآت المسابح الأهلية أو الخاصة أو الشواطئ بصفة عامة؛ من أجل سلامتها فنياً وصحياً، حيثُ كثيراً ما يُفجعُ المُجتمع أو تُفجع بعض العائلات بكوارث بشرية في فترة الصيف من حيثُ الرحلات والنزهات البحرية أو اللجوء في الشاليهات أو الاستراحات، خصوصاً بعد حوادث غرق يتعرَّض لها كثير من الشباب، خصوصاً الصغار منهم، حيثُ دائماً ما يشتكي عددٌ من المواطنين، خصوصاً من مرتادي تلك المسابح الموجودة في بعض الاستراحات والمنتجعات والمتنزهات الخاصة من عدم الاهتمام بجوانب الأمن والسلامة فيها من قبل مُلاكها، وكذلك عدم وجود شخص متخصص بهذا الجانب المهم، وهو الإسعافات الأولية أو الإجراءات اللازمة لسلامة وأمان المسابح وبعض الاشتراطات الصحية الواجب توافرها، حيثُ بات همَّ مالك المسبح أو الاستراحة هو الربح وخلوّه من المسؤولية بموجب ورقة يُبرزها للمستأجر سواء كان الشاب نفسه أو ولي الأمر اللذان يوقعان على ورقة دون أدنى مسؤولية تترتب على الطرفين. وقد دعا هذا الأمر المعلم تميم الصقيهي (مشرف أنشطة مدرسية) إذ أوضح أن عدم إدراك صاحب المسبح بضوابط الأمن والسلامة، التي يجب توافرها في موقعه (المسبح) من ضرورة وضع ماسكات على جوانب المسبح من الكروم، الذي لا يصدأ وإلزامه بوضع شروط محددة لأمن وسلامة المسبح خاصة على الأطفال، وإحاطة جوانب المسبح الداخلية بمقابض متعددة، وتوفير عدد كافٍ من أطواق النجاة وعصا الإنقاذ، إلى جانب إحاطة أرضية جوانب المسبح الخارجية بجلد مانع للانزلاق مع ضرورة ممارسة سباحة مرتادي الاستراحة تحت إشراف ورقابة من ذويهم وهذا لا يُخلي مسؤولية المالك أبداً، حيثُ هو الآخر يمنح ورقة موقعة من المستأجر تفيد بخلو المسؤولية عند حدوث غرق أو وفاة، وهذا ما جعل من الملاك عدم الاهتمام بجوانب الأمن والسلامة. ويُضيف د. محمد جواد (اختصاصي جلدية) أن المسابح وبعض البرك يجب أن تغير مياهها بشكل منتظم، وكذلك وضع فلاتر تنقية، إضافة لوضع مادة الكلور بنسب مناسبة حسب حجم المسبح، إلى جانب غسله وتعقيمه كل فترة لعدم نقل الأمراض الجلدية والعدوى، التي تنتقل عبر الاحتكاك أو عبر طفو الفيروسات الجلدية عبر الماء، حيث إن إهمال نظافة المسبح يتسبب في تحويلها لمصدر للأمراض والأوبئة التي يستهين بها الناس، خاصة الأمراض الفيروسية والبكتيرية في مثل هذه الفترة المُقبلة من الصيف، نظراً لكثرة مرتاديها، وتضيف د. سناء أنه يجب في المسابح وجود أماكن أو غرف مخصصة للاستحمام بعد السباحة بماء عذب تكون قريبة من المسبح لأن بعض هذه المسابح في الاستراحات -كما يتناقل- تكون من مصادر مياه مُعالجة أو أي مياه أخرى مجهولة. وتحدَّث محمد اليحيوي «مواطن» بتأكيده أن غياب معايير السلامة في بعض المسابح تسبب في حدوث تلك الكوارث، وهذا ما جعلها خطراً حقيقياً على أبنائنا، وطالب بوجود لجنة دائمة مختصة مكونة من عدد من الجهات الحكومية كالدفاع المدني والأمانة للكشف على تلك المسابح بشكل منتظم سنوياً أو شهرياً لحماية أبنائنا وأسرنا من الحوادث التي غالباً ما نسمع عن وقوعها في المسابح من وفيات وإصابات خطيرة لا قدر الله. فيما دعا مدير الإدارة العامة للعلاقات في المديرية العامة للدفاع المدني اللواء مساعد اللحياني المواطنين عبر موقع المديرية الإلكتروني إلى عدم ترك الطلبة بمفردهم في المسابح مع ضرورة وضع سياج يمنع دخولهم، وتجنب نزول مَنْ لا يجيد السباحة في المسبح دون وجود مدرب أو شخص قادر على المساعدة بالإضافة لتوفير أدوات السلامة في المسبح مثل: أطواق النجاة والمقابض اليدوية حول المسبح وحول السلالم إلى قاع المسبح بكل الأركان .