يتشبث الصيف بأيامنا الحلوة ويعيد كتابتها من جديد؛ ثمة امرأة تجعل الصيف أحلى حينما تُطل من خلف ستارة المساء، ولكنها تُطل أيها (الخبلان) كي تكتمل استدارة القمر في لحظة الجبروت، وليس كما تظنون، وما أسوأ وأقسى ما تظنون!! صبي زيتك على نار الكلمات وزيديها اشتعالاً؛ كي يفوح العطر وتأتلق منظومات الشعراء المصابين بالكُساح والكساد الثوري؛ ألم تلاحظوا أن أغلب الشعراء في هذا الزمان لا يكتبون شعراً بل شعارات فارغة من الحب والهوى؟ أليست قصائدهم هذه الأيام أقرب لأن تكون منشورات استدراج أبله؟ اسألوا النساء.. كل الكلمات التي تقطر عسلاً من شفتيها تذهب إلى كيبوردك المجنون مباشرة فتشرق الشمس من بين الأصابع ويتفتح الورد قبل الأوان، وحينما تبدأ عملك فأنت تكتبها كما هبط المطر وأشرقت الشمس وتفتح الورد، وما أحلى الكتابة حينما يكون وحيها أنثوياً خالصاً، وغلافها عسلاً مصفى.. هي معك وفي قلبك مهما ابتعدت؛ يكفيك أن تلمس أكواب الشاي في غربتك، وأن تشم رائحة القهوة في المطار، وأن ترى بعينيك فوضى السرير وأنت وحيد في غرفة فندق؛ كي تعود الدنيا بأسرها إلى طابور الكلمات.. احتضنها بعمق واهمس في أذنيها بما لا يعلمه سواكما، ودعها تأخذ وقتها في ترتيب أحلامك واستنشقها بكل الشغف الممكن؛ فرائحتها أبداً هي التي تعدل مزاج الأيام والليالي.. كن لها وحدها لكي تكون لك وحدك. المرأة ليست كائناً أبله إن تسامح أو تتناسى؛ بل هي كائن يسمو على تدمير الرجل المنظم لمشاعرها، ويطبطب دائماً كما الأم الحنون على الأطفال.. أليس الرجل أكبر الأطفال سناً في هذا العالم، وأقلهم أدباً وعقلاً حينما يرى امرأة؟ تعلموا من محمد صلى الله عليه وسلم فن ملامسة القوارير وتحريكها بلطف.. أحبيه بكل عنفوان كلماته، وأبقيه جوار البخور والنعناع والوسادة الخالية إلا من العطر الخاص؛ قدره أن يتأمل فقط، وأن يبكي بالكلمات.. هذا حده الفاصل لأنه مغرم بشرف، ولأن نصف الحكاية لم يكتمل.. أبداً لم يكتمل.