حبة المطر .. في لحظة البوح مثل الدهشة .. تأتي بلا موعد لا تكاد تقص شعرها .. ولا عطرها .. ولا شجنها .. تأتي مثل الابتسامة التي تنقلك الى عالم حافل بالخيال .. والأحلام.. تجئ .. فتغسل الصدر .. وتنام بيضاء ناصعة مثل كوب الحليب .. وانبلاج الفجر .. وهتاف القمر.. إنها حبة - المطر - تلك القادرة على توسد كل الوجوه .. والقلوب .. والمشاعر .. هل أحد قبلي استضاف حبة المطر يسأل .. وهي تجيب ؟! أنا أجيئكم اليوم بحبة المطر في هذا الحوار: سألتها: كيف تأتين .. وأي شيء تفعلين .. وبأي المواعيد تحفلين؟! .. قالت: عندما يملأ الجفاف كل المشاوير .. ويضيق صدر الصبر.. وتصبح الليالي موحشة بالوحدة والحرمان .. اجئ أنا .. اهمي على كل العطش فيملأ العشب الأخضر كل الأرض .. وتبدأ الزهور الانصات لاهزوجة الطبيعة .. ولموال الشجر ولبوح العصافير!! سألتها : لكنكِ أبداً تفلحين في الفوز بالتلفت والرضا من كل الناس ؟! ..قالت: نعم .. وتلك عادة كل الاشياء الغالية .. الجميلة .. والشهية فقد تعود الناس أن يزرعوا ولهم على صارية الشجن وهي تسحق بالرواء .. والعشق .. ويوزعوا ابتساماتهم على كل الاشياء التي تحرك مشاعرهم وتثير حنيهم. . قلت : لكنكِ لم تجيبي : باي المواعيد تحفلين ؟! ..قالت: أنا لا أعترف بالمواعيد ولا أجبها .. ولا أتعامل معها .. إن أحلى الاشياء ماجاءت به الصدفة .. واروعها ما وجدناه معنا دون موعد ..وأغلاها ما توسد وجداننا فكان أبداً معنا وأن كان بعيداً عنا !! ..قلت: وحين تفعلين كل هذا ما الذي يبقى في الخاطر والقلب ؟! .. قالت: أن يبقى الرواء ما بقي الحب .. وأن يتواصل الأمل ما استمرت الأشواق.. أكثر الاشياء ايلاماً أن نمتلك الرواء ثم نعود الى الجفاف!! .قلت : لكن تلك طبيعية الحياة ان تعطينا حينا فحينا؟ .. قالت: صحيح لكنها عندما تسلبنا الشيء مدى الحياة تحكم علينا بالألم .. وتدخل بنا مساحات الندم لكن الغياب ليس فيه الا المزيد من الانتظار فنسعد باللقاء .. وتحترق في البعاد .. لكننا نلتقى .. وهذا هو الأهم !! .قلت : اسألك يا حبة المطر أن تزيديني فرحاً .. وحضوراً وازدهاء؟! ..قالت: أبداً .. ما استطاع الانسان ان يشتعل بالحنين .. ويتألق بالأمل .. ويكون السفر الجميل الذي لا يمل من المشاوير .. ولا يتعب من المسافات ولايزيده العطش إلا المزيد من الركض صوب الرواء. هتاف كلما تواصل فراقنا .. كما كبرت شجرة التحدي .. واورقت صبراً .. وأملاً !! قنديل كلما احتدمت الانواء .. واشتد البرق .. والرعد تذكرتكِ حتى اغفو على صدر الأحلام !! نغم صوتكَِ يزرعني في حدائق الأشواق .. فلا أملك سوى الاصغاء .. حتى أحبكِ أكثر !! في الصميم اطلبي ما شئتِ .. فليس أغلى من الشعور بأني معكِ .. ولك ِ!! لحظة أن تضحكين !! متعب أنا من هذا الشعور المتفاقم بالغيرة عليك .. وانتِ الفرح الوحيد في حياتي.. ** متعب بظنوني .. أخاف عليكِ من سطوة المسافات الشاسعة بيني وبينك. ** كلما طالت الايام .. كلما زاد احتدامي مع هواجسي .. وخصامي مع توقي الدائم اليك .. وصداقتي لليل الوحدة الطويل. ما تعبت من ركض اليك .. لكنني اعجز الان امام غيرتي عليك .. احاول ان اتجاسر .. فلا أبكي هذا النوى!! اعترف لك بأنك في دمي حضور لا يغيب .. وانك في قلبي شوق لا ينتهى .. وانك في اعماقي حلم لا يتوارى .. بيننا العمر الاغلى .. وظلت ايامنا سعيدة أبداً .. نحن الذين اهدينا الليالي قناديلها .. والواحات همسها وورودها .. والعشب رواءه .. واخضراره .. ظل شوقي يكبر .. يكبر .. حتى اصبح فيضانا .. عمر به قلبك حتى أورق بالحنان ابتكرتِ لي العمر الحافل بالاماني علمتيني ان اهمي على اسماعك بأحلى الهمس .. اصبحت حدائق الارض تورق لحظة ان تضحكين!! أهديتك شعوري المتعاظم بالصدق .. فاقبلت سخاء مثل الغيمة المسكونة بالمطر .. مستحيل ان اهرب .. او تهربين مستحيل ان ترتد خطوتك الواثقة على دربي .. لهذا ارمي بكل ظنوني وهواجسي عرض البحر .. وانتظرك المهرة التي تحمل الشموس على كفيها ليشرق غدنا الذي ننتظر !! أنتِ أحلى العطور قال الشاعر: لا تشتري العطر سيدتي فأنتِ أحلى العطور أنتِ أغلى من وعودي ومن حدودي ومن عبق البخور ويداكِ بسمتان مامستا ندماً .. الا وضج بالسرور ياسيدة الكبرياء البهى لا تشتري العطر يا أحلى العطور