وجّهت الجهات الأمنية ضربة جديدة موجعة للتنظيم الضال في المملكة وشركائه باليمن وسوريا، بالإيقاع ب 62 متورّطاً في يد العدالة. وكشفت وزارة الداخلية على لسان متحدّثها الإعلامي اللواء منصور التركي، أمس، عن نجاح الأجهزة الأمنية في القبض على 59 سعودياً، وفلسطيني، ويمني، وباكستاني، مرتبطين بتنظيم إرهابي يتواصل مع عناصر التنظيم الضال في اليمن وسوريا. وعقد اللواء التركي، عصر أمس، مؤتمراً صحافياً في العاصمة الرياض للكشف عن تفاصيل العمليات الأمنية الناجحة، التي أوقعت بالعناصر المشبوهة، بعد سلسلة من التحريات الدقيقة التي استقصت إشارات مختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت، وخلصت عمليات البحث والتحرّي إلى وجود أنشطة مريبة لدى أفراد كثيرين. وضُيّقت دائرة الاشتباه في 106 أشخاص، بينهم 62 توافّرت أدلة وقرائن على تواصلهم ضمن تنظيم مرتبط بالفئة الضالة، في حين تمّ تحديد هوية 44 آخرين متوارين عن الأنظار، وشرعت وزارة الداخلية بتمرير بياناتهم للشرطة الدولية للبحث عنهم وإحضارهم واستجوابهم. وقال اللواء التركي «في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة التي تعيشها المنطقة، وما يشهده الواقع من استهداف مباشر للوطن في أمنه، واستقراره، وشبابه، ومقدراته، ومنهجه القائم على كتاب الله، وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وصحابته الأخيار، فقد تولت الأجهزة الأمنية المختصة متابعة الوضع بعناية فائقة، وأخذ ما يطرح على شبكات التواصل الاجتماعي على محمل الجد، بعد أن أصبحت ميداناً فسيحاً لكل الفئات المتطرفة، ووفرت وسيلة سهلة لتواصل أرباب الفتن في مواقع كثيرة». وأضاف «بفضل من الله تمكنت الأجهزة المختصة من رصد أنشطة مشبوهة كشفت عن تنظيم إرهابي يتواصل فيه عناصر التنظيم الضال في اليمن مع قرنائهم من أعضاء التنظيمات الضالة في سوريا، وبتنسيق شامل مع العناصر الضالة داخل الوطن في عدد من مناطق المملكة، حيث بايعوا أميراً لهم وباشروا في بناء مكونات التنظيم ووسائل دعمه والتخطيط لعمليات إجرامية تستهدف منشآت حكومية، ومصالح أجنبية، واغتيالات لرجال أمن، وشخصيات تعمل في مجال الدعوة، ومسؤولين حكوميين». وقال التركي إن الجهد الأمني الذي استمر شهوراً، خلص إلى عدد من النتائج المهمة، وبلغ عدد من أُلقي القبض عليهم لانتمائهم لخلايا التنظيم 62 متورطاً، ثلاثة مقيمين: فلسطيني ويمني وباكستاني، والبقية سعوديون، من بينهم 35 من مطلقي السراح في قضايا أمنية وممن لا يزالون رهن المحاكمة». وأضاف «تقتضي مصلحة التحقيق استجواب أربعة وأربعين 44 من المتوارين عن الأنظار، وقد مُرّرت بياناتهم للشرطة الدولية لإدراجهم على قوائم المطلوبين». وشدّد اللواء التركي على «دور التحقيقات والمتابعات الأمنية في رصد الانتشار الواسع للشبكة وارتباطاتها بعناصر متطرفة في سوريا واليمن». وقال إن «البناء التنظيمي لخلايا التنظيم أفصح عن اهتمام بالغ بخطوط التهريب، خاصة عبر الحدود الجنوبية، وذلك لتهريب الأشخاص والأسلحة، مع إعطاء أولوية قصوى لتهريب النساء، حيث تمكنوا من تهريب أروى بغدادي، وكذلك ريما الجريش، في حين أحبطت قوات الأمن منتصف ليلة السبت الموافق 1435/6/19ه محاولة تهريب مي الطلق، وأمينة الراشد وبصحبتهما عدد من الأطفال». وقال التركي «من خلال تنفيذ عمليات المداهمة والتفتيش تم ضبط معمل لتصنيع الدوائر الإلكترونية المتقدمة، التي تستخدم في التفجير والتشويش والتنصت، وتحوير أجهزة الهواتف المحمولة، إضافة إلى تجهيزات لتزوير الوثائق والمستندات، كما تم الكشف عن خلية التمويل لهذا التنظيم التي قام أعضاؤها بجمع تبرعات عبر شبكة الإنترنت وتوفير مبالغ من مصادر أخرى، إذ تجاوز ما تم ضبطه حتى تاريخه 900 ألف ريال بعضها بعملة الدولار، وكان الجزء الأكبر من هذا المبلغ قد أخفي في حقيبة معلقة بحبل داخل منور الإضاءة في إحدى العمائر السكنية، أما الأسلحة ووفقاً لإفادة أعضاء التنظيم فسوف يتم تهريبها قُبيل تنفيذ عملياتهم المزمعة». وركز اللواء التركي على تأكيد حرص الأجهزة الأمنية في سبيل المحافظة على أمن الوطن واستقرار، وتُشيد في الوقت ذاته بالتعاون الذي تلقاه من أبناء الوطن في مواجهة مخططات الحقد والخيانة، التي تستهدف الوطن في أبنائه ومقدراته، كما تدعو أولئك الذين وضعوا أنفسهم في محل الاشتباه إلى المبادرة بالتقدم للجهات الأمنية لإيضاح حقيقة وضعهم، ولا تزال المتابعة مستمرة، وسوف يتم الإعلان لاحقاً عن أية مستجدات». أكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن الأجهزة الأمنية قبضت على أمير الجماعة المتورطة في التنظيم الضال. وقال إن عمليات القبض التي شملت أفراداً في التنظيم تمت بلا مقاومة من المقبوض عليهم. وأضاف أن التنظيم الضال يسعى إلى استغلال المرأة لجمع الأموال والتجنيد ورعاية الأطفال الذين تتم تهيئتهم للتجنيد. وقال إن ال 44 مطلوباً الذين مُرّرت بياناتهم إلى الشرطة الدولية هم مطلوبون للاستجواب لتحديد موقفهم مما يتوفر من معلومات وقرائن عن علاقاتهم بالتنظيم الذي تم كشفه. وعن مراكز المناصحة قال إنها تحقق 90% من النتائج الجيدة، وهي محل تقدير وهي خيار مناسب للإرهابيين والمغرر بهم من معتنقي الفكر الضال، موضحاً أن القاسم المشترك بين الخلايا الجديدة والقديمة هو أنها كلها تسعى إلى خلق الفوضى والتركيز على الاغتيالات وخاصة رجال الدين ومؤسسات الدولة وخلق العنف. وعن أعداد السعوديين في مناطق الصراع والعائدين من سوريا قال التركي: لا تحضرني الأرقام حالياً، لكن المعلومات والأدلة متوفرة لدينا ونتابعهم. تابع أيضا: