اتهمت القوات المتمردة الموالية لنائب رئيس دولة جنوب السودان السابق رياك مشار القوات الحكومية باستخدام أسلحة كيميائية محرّمة دولياً في هجوم وقع أمس الأول على مقاطعة ميوم الواقعة بولاية الوحدة التي يسيطر عليها المتمردون. وأبلغ القائد الميداني جيمس كونق صحيفة «الانتباهة» السودانية الصادرة أمس السبت، عبر هاتف متصل بالأقمار الصناعية، أن قواته صدت هجوماً استُخدِمَت فيه أسلحة متقدمة تطلق ذخائر وقنابل كيميائية. وقال كونق إن بعض الأفراد أصيبوا إصابات حارقة وإن فريقاً طبياً يجري الإسعافات اللازمة لهم. وأوضح أن السلاح المستخدم غير معروف لديهم، ونبَّه إلى ما سماه رفضه استخدام سلاح قريب من المستخدم أخيراً ضد المتمردين عندما كان قائداً للفرقة الرابعة في الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان قبل انضمامه لقوات مشار. من جهته، حث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مجدداً رئيس جنوب السودان وزعيم المتمردين على بدء مفاوضات مباشرة من أجل إنقاذ البلاد من «شفير الهاوية». وتعهد كيري، في كلمة ألقاها في مقر الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية، بأنه سيبقى ملتزماً بالجهود من أجل إنهاء المعارك المستمرة في جنوب السودان منذ 4 أشهر. وقال كيري «كنت في جنوب السودان ورأيت كيف يمكن أن تواجه أمة فتية كان لها رؤية متفائلة للمستقبل تحديات بسبب أحقاد قديمة تحولت إلى أعمال عنف»، في إشارة إلى النزاع بين رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار. وأضاف كيري «عبرت عن قلقي الشديد أمام كير حول القتل المتعمد للمدنيين من الجانبين، كما اتصلت بنائب الرئيس السابق رياك مشار وتحدثت عن الأمر نفسه». وتابع «إذا لم يتخذ الجانبان خطوات جريئة لوقف العنف، فإنهما يخاطران بجر جنوب السودان إلى مأساة أكبر وحتى المجاعة.. سيدمران بالكامل كل ما يدعيان أنهما يحاربان من أجله». إلى ذلك، قال مسؤولون إن كيري لوَّح بفرض عقوبات محددة الأهداف ضد كير ومشار، وهناك آمال كبيرة أن يلتقي المسؤولان في العاصمة الإثيوبية في الأيام المقبلة للمرة الأولى منذ بدء المعارك في 15 ديسمبر الماضي. وبعد لقائهما الجمعة في جوبا، قال كيري إن كير مستعد للقاء مشار بوساطة إثيوبية. وتحدث كيري هاتفياً في وقت متأخر الجمعة مع مشار الذي قال إنه منفتح أمام إجراء محادثات لإنهاء النزاع إلا أنه لم يؤكد رسمياً قدومه إلى إثيوبيا. وتتعرض الولاياتالمتحدة لضغوط من أجل التدخل لأنها كانت الراعية الأساسية لاستقلال جنوب السودان عن الخرطوم وضخت مليارات الدولارات لمساعدة البلاد منذ انفصالها عن السودان في 2011. واندلع النزاع في 15 ديسمبر عندما اتهم كير مشار بتنفيذ محاولة انقلاب، وأطلق مشار حركة تمرد مصرَّاً على أن كير حاول التخلص من منافسيه.