طلبت الاممالمتحدة اموالا لمواجهة الوضع الانساني الملح في جنوب السودان حيث فر عشرات الاف المدنيين من المعارك واعمال العنف الإثنية في الايام الاخيرة. وحصيلة المعارك التي اندلعت في 15 ديسمبر بين قوات الرئيس سلفا كير وخصمه رياك مشار بلغت الاف القتلى، بحسب الاممالمتحدة التي اعلنت العثور على مقابر جماعية. وقال منسق الاممالمتحدة للشؤون الانسانية في جنوب السودان توبي لانزر ان "تسعين الف شخص على الاقل نزحوا منذ عشرة ايام بينهم 58 الفا لجأوا الى قواعد الاممالمتحدة" في البلاد. وفر مئات الاف الاشخاص الاخرين على الارجح الى الادغال. واعلنت الاممالمتحدة ان الوكالات الانسانية تحتاج الى 166 مليون دولار لتلبية الحاجات الملحة لسكان جنوب السودان. وقال مكتب تنسيق الشؤون الانسانية ان الاولويات تتمثل في الحاجات الصحية وتوزيع المواد الغذائية اضافة الى ادارة المراكز التي قصدها النازحون جراء المعارك واعمال العنف الإثنية في الايام الاخيرة. والمطلوب ايضا مساعدة مئتي الف لاجىء قدموا من السودان المجاور واقاموا في ولايتي الوحدة والنيل الاعلى بجنوب السودان. وغداة إعلان تعزيز أعداد الجنود الامميين في محاولة لوضع حد للنزاع، سجلت مواجهات بين الجيش والمتمردين في ولاية نفطية. وقال وزير الاعلام الجنوب سوداني مايكل مكوي لوكالة فرانس برس "تدور معارك في ملكال (عاصمة ولاية النيل الاعلى النفطية في شمال البلاد) منذ هذا الصباح بين القوات الحكومية والمتمردين"، نافيا ان يكون المتمردون استولوا على هذه المدينة المهمة. وتعد السيطرة على الولايات النفطية في شمال البلاد رهانا استراتيجيا بالنسبة للطرفين. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اطراف النزاع في جنوب السودان الى التفاوض وهدد المسؤولين عن ارتكاب تجاوزات بعقوبات، في "رسالة اذاعية وتلفزيونية لسكان جنوب السودان". وقال بان "جنوب السودان مهدد لكن جنوب السودان ليس وحيدا. اود ان اؤكد لكم ان الاممالمتحدة تقف الى جانب شعب جنوب السودان في هذه الاوقات العصيبة" مذكرا ب"الهجمات الفظيعة" و"الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان" التي ترتكب في البلاد. وكانت القوات الحكومية حققت تقدما عبر استعادتها مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي (200 كلم شمال جوبا) من المتمردين. وواصل الجيش "تطهير جيوب المتمردين" في المنطقة. ويشهد جنوب السودان مواجهات عنيفة منذ اتهم الرئيس كير نائبه السابق بتنفيذ محاولة انقلاب قبل اسبوع. ونفى رياك مشار هذا الامر متهما كير بانه يريد القضاء على خصومه. وفي الفاتيكان دعا البابا فرنسيس في رسالته "الى المدينة والعالم" لمناسبة عيد الميلاد الى وقف اعمال العنف في جنوب السودان وافريقيا الوسطى. ودعا البابا من شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان الى "تشجيع الوفاق في جنوب السودان حيث تسببت التوترات الحالية بسقوط ضحايا وتهدد التعايش السلمي في الدولة الفتية". ولم تثمر الدعوات الدولية من اجل وقف المعارك الى اي نتيجة، وكان الخصمان المتحاربان قد وافقا على وقف المعارك وبدء حوار ولكن دون تحديد موعد لذلك. وطالب مشار باجراء "انتخابات ديموقراطية وحرة". وفي رسالة الى الامة بمناسبة عيد الميلاد، اعترف الرئيس كير بوقوع اقتتال إثني في البلاد، وقال "هناك حاليا اناس يستهدفون الاخرين بسبب انتماءاتهم القبلية الخاصة"، محذرا من ان "هذا سيقود دولتنا الجديدة الى حالة من الفوضى". ومن جنيف، اعلنت نافي بيلاي المفوضة العليا للامم المتحدة المكلفة حقوق الانسان، العثور على مقبرة جماعية في بنتيو وعلى مقبرتين اخريين في جوبا. وتم العثور على 15 جثة في مقبرة بنتيو وعلى عشرين اخرى قرب بحيرة مجاورة. إلى ذلك ذكر البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أجرى اتصالات هاتفية بمناسبة الكريسماس بالجنود الأميركيين الذين أصيبوا في جنوب السودان. وكانت ثلاث طائرات أميركية قد تعرضت لإطلاق نار من أسلحة خفيفة السبت خلال عملية لإجلاء مواطنين أميركيين وسط اندلاع أعمال عنف عرقية في أحدث دولة بالعالم. وأسفر ذلك عن إصابة أربعة جنود.