استفزني التقريرالذي نشرته الشرق يوم السبت الماضي عن الشهادات المزورة، فلم أكن اتخيل أن الأمر بهذه البساطة، بحيث يتطلب وجود مبلغ مالي فقط ولايحتاج أي جهد أو معلومات ولا يتطلب “كومة” مراجع وسهر ولا إعداد بحوث وتحليل بيانات ونتائج وتوصيات ومواعيد مشرف وبيروقراطية العمادة ولاهم يحزنون . فما فائدة أن يدفع الشاب وقته وشبابه ثمناً للتحصيل العلمي ونيل الشهادة العليا، بما أن العملية بهذه البساطة، يستطيع أي شخص أن يحصل على الشهادة بمبلغ زهيد عبرمكتب تجاري ويأتي لينافسه على الوظيفة وينتزعها من أمامه ؟! وكم هو غريب حال هؤلاء المزيفين؟ يريدون قفزالحواجز في أسرع وقت، ويلتهمون الكعكعة دون تعب، حتى لو استدعى ذلك الغش في أخطر المجالات، دون مراعاة للأمانة العلمية والمهنية، دون وجود للرقيب الذاتي، ألم يسألوا أنفسهم هذه الأسئلة: كيف سيكون حال مخرجات الجامعة التي يعمل بها الأستاذ المزيف؟ وكم من عقل مغشوش تنتجه مخرجاتها ؟ وكم نفس ستموت في عملية “جزارة” يمارسها طبيب مزيف؟ وكم من خدمة ستتعطل في قطاع خدمي يديره “مدير مزيف” ومن سيدفع الثمن غيرالوطن ومؤسساته؟ أتمنى أن نحتسب جميعاً مع الدكتورالمحتسب موفق الرويلي للكشف عن هؤلاء وإيقافهم قبل أن يتحول مجتمعنا إلى مجتمع “مضروب”، وتتحول العقول لمجرد أوعية خاوية، وتصبح الجدارة لمن يدفع أكثر، وينُهب الوطن من قبل مافيا التزوير.