يقول الخبر الذي نشرته الجزيرة (25 مايو) أنه تم مؤخراً الكشف عن عملية نصب كبيرة بطلها طبيب سعودي مزيف يحمل دكتوراه (مضروبة) من جامعة أمريكية وهمية تمنح الشهادات بالمراسلة. وكالعادة لا أحد يجرؤ على الكشف عن اسم المواطن الأمين لأن هذا في عرفنا (عيباً) كبيراً، والستر دائماً واجب مهما بلغ حجم الجريمة. هذه واحدة! أما الثانية فتهنئة خاصة لوزارة الصحة النايمة في العسل، والتي لا بد من تزكيتها الكريمة كي يتمكن صاحبنا (المزيف) من افتتاح مركز طبي في العاصمة الرياض لمعالجة الأمراض الجلدية. وتهنئة أخرى للهيئة السعودية للتخصصات الصحية التي تزعم دائماً أنها (مفتاح الأمان) لممارسة صحية (سليمة) و(خالية) من التزييف والاحتيال. الهيئة طبعاً معذورة فهي بالكاد تتابع حملات استلامها الرسوم والشيكات من الأطباء الحقيقيين، وهي بالكاد تتابع حملات المداهمة للمعاهد الصحية التي لا تخرج (مزيفين) ولا (محتالين) لتفرض عليهم مزيداً من الشروط والإتاوات دون أن يعترض عليها أحد، أو حتى يستفسر منها أحد عن هذا التزييف والاحتيال الذي يمارسه هذا (المواطن) ولسنوات طويلة حتى أنه نجح في الحصول على قرض سخي جداً بمبلغ 4 ملايين ريال من بنك التسليف والادخار الحكومي المنشأ والأصل والولادة. وحتى أنت يا بنك التسليف الذي لا تعطي المواطن إلا بالقطّارة.. آلاف قليلة معدودة، وبعد انتظار طويل وسلسلة طويلة معقدة من الشروط والضمانات والاستفسارات! كيف أيها البنك تجود بهذا القرض السخي لهكذا دعّي محتال. لكنها (الكوسة) لا غير يا سادة يا كرام.. توصية من زيد إلى عبيد ليُمنح القرض سريعاً في حين يُصد ألوف آخرون من المواطنين المستحقين. أيتها الهيئة الصحية الموقرة: رجاء تفيدونا نحن المواطنين الجهال عن آلية تثبتكم من الشهادات الصحية (العالمية)! وهل للمحسوبية دور ملحوظ، بمعنى هل مجرد إعلان اسم العائلة التي ينتمي إليها فلان يكفي تزكية له ولشهادته الطبية وممارساته الصحية. أفيدونا عن هذه الأساليب المتقدمة المتطورة، وإذا لم يكن كذلك فكيف فاتت عليكم هذه (اللعبة) القذرة التي تفيض استهزاء بحياة الناس أولاً، وبكل الأنظمة والقوانين ثانيا، وبكل دعاواكم عن الجودة والدقة ثالثاً ورابعاً!!