في أستراليا رمي عقب سيجارة واحدة من النافذة تعد مخالفة يعاقب عليها النظام بألفي ريال حسب عملتهم. تعليم آيات النظافة من المرحلة الابتدائية أو طباعة عبارة «حافظ على نظافة مدينتك» على الحاويات لا يجدي مع الناس. نحتاج إلى إصدار مخالفات لأولئك الذين يقومون بقذف المعلبات الفارغة والمناديل المستخدمة والأكياس وجميع النفايات التي بسياراتهم في الشارع غير آبهين بالذوق العام ومن حولهم. لا يتفاعل الناس أو يتجاوبون إلا مع الذي يصل إلى محافظهم وجيوبهم، كما فعل الشيخ صالح كامل عندما أتى بساهر. لا أدري ما الهدف من إنشاء طريق سريع بثلاثة مسارات، ثم يكتظ بالسيارات، ثم تقومون بأعمال حفرية للتوسعة مرة ومرتين حتى يصل إلى ستة مسارات؟ لماذا لا تكون ستة المسارات من البداية؟ هذا ببساطة قصور في التخطيط وانعدام في الرؤية! من المستفيد من هذه التوسعات سوى بضعة أثرياء يستدرون أموالاً من أجل الوصول إلى مرحلة كان المفترض الوصول لها ابتداء. ثم الجزر التي في منتصف الشوارع، تستهلك مساحة من الشارع، وتستهلك مئات الملايين للزراعة ثم العناية بتلك المزروعات، وبالإمكان أن تقلص لتصبح عازلاً خرسانياً وحسب ليستفيد الناس من تلك المساحات مساراً أو مسارين. في أمريكا هناك كثير من الطرق التي ليس بينها جزر، وتبدو جميلة. الناس تبحث عن التوسع في طرقاتهم قبل التأمل في جمالها. ثم الجمال يمكن أن يزرع بطرق اقتصادية على حافة الشارع لا في منتصفه. التعيين على منصب وكيل جامعة من الذين لا يتقنون اللغة الإنجليزية غلطة فادحة، إذ غالباً ما يشكل بمنصبه هذا لوبيا ضد خريجي الجامعات الخارجية المعتبرة، لشعوره بعقدة النقص وعدم إتقان لغة العلم العالمية. كما أن التساهل في تعيين حملة الدكتوراة من الجامعات العربية تعني كارثة كبرى على التعليم العالي، إذ إن كثيراً من هذه الجامعات قاب قوسين أو أدنى لتكون من فئة هلكوني وغدت دكاكين بيع للأوراق والشهادات. السماح لخريجي هذه الجامعات بالتسرب إلى الجامعات، خصوصاً الناشئة منها، يعني الاعتماد على كوادر مزيفة وغير مؤهلة للقيام بما يتطلبه التعليم العالي من عمق ومعرفة. لكل قاعدة استثناء وأنا أتحدث هنا بلغة الاحتمالية والأغلبية. الكلمة التي ألقيتها في شتم وسباب تركيا لا أعلم من تخدم تحديداً؟ لا تخدم سمعة الجامعة كمؤسسة من أشهر المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي، لا تخدم المملكة في سياساتها الخارجية، لا تخدم العلاقات السياسية المهمة بين المملكة وتركيا، ولا تخدمك أنت كرجل محسوب على العلم والدين. الأوضاع السياسية الراهنة معقدة وحساسة ومتوترة غاية التوتر وليست المملكة في حاجة لمزيد من التوتر وزيادة الخصوم من حولها. ناهيك عن المغالطات المعرفية الفادحة التي تضمنتها الخطبة والتي فصل بها أحد المغردين الأتراك في تويتر. ناهيك أيضاً عن الأسلوب الانفعالي الذي لا يليق برجل بسيط فضلاً عن معالي مدير جامعة. ربّ كلمة تقول لصاحبها دعني. المتخصصون يحذرون من لعاب الإبل ومخاطها كمصدر محتمل لفيروس الكورونا وأنت تتحدثين عن التداوي بأبوالها. تزعمين أنك تستطيعين إصدار لقاح لفيروس الكورونا شريطة أن يأتيك توجيه من أعلى سلطة في الدولة، ولا أدري لم هذا التشرّط؟ أليس عملاً إنسانياً وفتحاً طبياً ودخولاً للتاريخ من أوسع أبوابه حين تقومين بإصدار هذا اللقاح لفيروس بهذه الخطورة! ثم أين المجلات العلمية العالمية (كقائمة ISI مثلاً) التي نشرت أبحاثك حول أبوال الإبل. لا تذكري لي مجلة مغمورة أو مجلة من المجلات العربية، فالنشر في كثير من هذه المجلات أسهل من نشر الملابس على حبل الغسيل. هذه مشكلة خلط العلم بالإيمانيات وعدم إدراك الفروق المنهجية العميقة بين العلوم الطبيعية البحتة والعلوم الروحية. الخلط بين المنهجين أوصلنا لمن يدعونا إلى شرب أبوال الإبل بحثاً عن الصحة والمنفعة!