عززت دراسة نشرت أمس الجمعة لكلية الطب البيطري في جامعة فيينا نظرية انتقال فيروس كورونا المسبب لمرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية الذي أودى بحياة نحو 107 أشخاص في السعودية، إلى الإنسان عن طريق الإبل. إلا أن مصدر وطريقة انتقال هذا الفيروس الذي يسبب مشكلات تنفسية حادة، ما زالا غير معروفين بصورة مؤكدة، وإن كانت دراسات عدة أظهرت في الأشهر الأخيرة أن فيروس كورونا موجود لدى الإبل، مرجحة انتقاله مباشرة من هذا الحيوان إلى الإنسان. وتؤكد هذه الدراسة الجديدة التي أجراها خبيرا الفيروسات نوربرت نوفوتني ويولانتا كولودتشيك، أن هذا الفيروس موجود لدى بعض أنواع الإبل التي تعيش في سلطنة عمان، وأنه «قريب جداً» من الذي يصيب الإنسان. وأظهرت عينات أخذت من مخاط أنوف وإفرازات عيون 76 بعيراً من مختلف أنحاء عمان وجود فيروس كورونا في خمسة منها. وأظهر التحليل الجيني لهذه الفيروسات تقارباً كبيراً من فيروسات كورونا أخرى اكتشفت لدى إبل في قطر ومصر، وأيضاً مع فيروسات أصابت البشر. وقال الباحثان في الدراسة التي نشرتها نشرة «يوروسيرفيانس» الأوروبية المراقبة للأوبئة إن «نتائج دراستنا تظهر وجود علاقة جينية وثيقة بين فيروس كورونا لدى الإبل وفيروس كورونا لدى البشر في المناطق الجغرافية نفسها ما يرجِّح حدوث انتقال محلي بواسطة الحيوانات». وأوضحا أن «ذلك يعني عدم وجود سلالة محددة للإبل، وأن الفيروس الذي يصيب الإبل هو نفسه الذي يصيب الإنسان». وأشارت الدراسة إلى أنه نظراً للكثافة الكبيرة للفيروس في المخاط الأنفي لبعض الإبل، فإن هناك «احتمالاً» لانتقال العدوى إلى الإنسان بمخالطة هذه الأماكن وخاصة عبر الإفرازات الأنفية. وكان رئيس شعبة الأمراض المعدية في كلية طب جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور طارق أحمد مدني، كشف في التاسع من أبريل الماضي «قبل تعيينه مستشاراً طبياً مستقلاً لوزارة الصحة، لاحتواء حالات كورونا» عن تحديد التسلسل الجيني للفيروس لمريض يعاني من عدم استجابة للعلاج، قائلاً «أثبتنا ولأول مرة على مستوى العالم أن الإبل كانت المصدر الرئيس في انتقال الفيروس للمريض وجارٍ نشر هذه المعلومات في مجلة عالمية محكمة». وأوضح أنه «تم تأكيد إصابة هذا المريض بهذا الفيروس (كورونا) وتمكنَّا من عزله في مختبر الكائنات المعدية الخطرة بمركز الملك فهد للبحوث، ونجحنا في تحديد التسلسل الجيني له، كما نجحنا في الوقت نفسه في عزل هذا الفيروس من واحد من تسعة من الإبل كان يملكها»، مبيناً أن سبب انتقال الفيروس كان نتيجة انتقاله من الإبل الذي كان مطابقاً بنسبة 111% للفيروس المعزول من المريض، كما تم اكتشاف أجسام مضادة للفيروس في كامل قطيع الإبل والبالغ عددها تسعة، وثبت أنها ظهرت لديها هذه الأجسام المضادة قبل إصابة المريض بفيروس الكورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية «ميرس كورونا». ومن جانبها، أكدت الإدارة العامة لشؤون الزراعة في منطقة عسير قبل أيام على لسان مديرها المهندس فهد الفرطيش، سلامة وخلو نتائج العينات المخبرية التي أجريت على عددٍ من سلالات الإبل في المنطقة من فالفيروس، وذلك خلال ورشة العمل الإرشادية التي تنظمها الإدارة، تحت عنوان «الاستخدام الأمثل للأدوية واللقاحات البيطرية»، بحضور عدد من ملاك الماشية والفنيين والمختصين والأطباء البيطريين بالمنطقة في أبها.