يبدو أنّ «أبو لمعة» المصري يعيش بيننا فعلاً، وأخباره في مصر معروفة، وآخر ما روي عنه أنه اخترع جهازاً طبياً يكشف فيروس الكبد الوبائي سي ويعالجه، كما يعالج مرض نقص المناعة وأمراضاً أخرى مماثلة الأمر الذي عجزت عنه صروح البحث العالمية ومعاهده، هذا في مصر، أما عندنا فقد طلع علينا مدير جامعة وصرح بأنّ مخزون المملكة من المياه الجوفية يعادل ما يفيض به نهر النيل لمدة 500 عام، وقد قال هذا الكلام أمام خادم الحرمين الشريفين، والآن نندب حظنا على المياه التي بدأت تغيض، وبعدها جاء مدير جامعة آخر وزعم بأنّ جامعته اخترعت سيارة دفع رباعي اسمها غزال وأنه سيجري تصنيعها، وتمخض الجمل وولد فأراً، وجاءت بعدها واحدة ولا أعرف هل أسميها باحثة أو أكاديمية أو دعيّة وزعمت أنّ بول الإبل يشفي من السرطان، ولا أدري هل تمت تجربته أم لا؟ ولكن السرطان ما زال يفتك بالناس، وفي نفس الوقت ما أكثر الإبل! ثم جاءت هذه الواحدة أخيراً وادعت أنها اكتشفت لقاحاً ضدّ فيروس الكورونا، وهو ماعجز عنه الأوائل والأواخر، ثمّ هناك معاهد التقنية وكلياتها والتي يصرف عليها نحو ستة مليارات من الريالات، وهي فشر في فشر، على أنّ المشكلة ليست في الفشر والفاشرين، بل في وجود من يصدقهم، وهذا هو أساس البلاء، مما يدل على أنّ الجهل ما زال يخيم، فمتى نعلم؟