بدأت زارة الصحة تنفيذ خطة عاجلة لفهم وتحليل طبيعة فيروس كورونا وبحث أفضل سبل لاحتوائه والوقوف على الوضع الصحي في المملكة، وذلك من خلال مناقشة المستجدات والتدابير الواجب اتخاذها لمواجهة التهديدات التي يشكلها الفيروس وسبل الحد من انتشاره. وقال وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه خلال مؤتمر صحفي أمس في ديوان الوزارة إن الوزارة في إطار جهودها المستمرة لتقصي الحقائق وجمع المعلومات تتطلع للأفكار والتوصيات المقدمة من المجلس الطبي الاستشاري بشأن الحد من انتشار الفيروس. مشيرا إلى أنه جرى مؤخرا اتخاذ سلسلة من الإجراءات الفعالة والخطوات الجادة للحد من انتشار الفيروس في المملكة، شملت إجراء سلسلة من الزيارات الميدانية لعدد من المستشفيات في مختلف أنحاء المملكة لهدف الوقوف على مدى جاهزيتها واستعداداها لاستقبال أي حالات مصابة بالفيروس، بالإضافة إلى تعيين المجلس الطبي الاستشاري للمساعدة في مواجهة هذا التحدي حول الصحة العامة في المملكة. مشيرا إلى أن الوزارة استقطبت خبراء ومتخصصين من منظمات الصحة العالمية من (أمريكا، بريطانيا، ألمانيا، سويسرا، وأستراليا) للمساعدة والاستشارة. وبين أن الإجراءات شملت تخصيص 3 مراكز طبية لمواجهة الفيروس، وهي مدينة الملك عبدالله الطبية في جدة الذي يعد المركز الرئيس لمكافحة الفيروس، ومستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز في الرياض، ومجمع الدمام الطبي في المنطقة الشرقية. وقال فقيه إن الوزارة ملتزمة بمبدأ الشفافية والإفصاح سواءً مع وسائل الإعلام أو أفراد المجتمع، وتوفير جميع ما يحتاجونه من معلومات عن الوضع الراهن. وقدم شكره للمجلس الطبي الاستشاري على التوصيات والاقتراحات القيمة، التي قدمها مؤخراً. وحول الاحترازات الواجبة خلال موسم الحج قال إنه تم الرفع لوزارة الخارجية لمخاطبة القنصليات والسفارات في الخارج بأن لا يزيد عمر الحاج عن 65 ولا يقل عن 12، مع نصح كبار السن والحوامل ومن لديه أمراض مزمنة وأمراض خطيرة بتأجيل الحج هذا العام. أما بخصوص نسب الإصابة فأشار إلى أنها أعلى بين الذكور من الإناث بنسبة 4/ 1. ودعا المواطنين والمقيمين إلى عدم استقاء معلوماتهم من وسائل التواصل الاجتماعي ومن مسوقي المنتجات طبية والعلاجية الوهمية غير المثبتة طبياً. حذر الوزير فقيه خلال المؤتمر من المخالطة المباشرة مع الجمال، وفي حالة الاضطرار من الاقتراب منها وخاصة الجمال المصابة بأعراض تنفسية كالزكام وسيلان الأنف؛ فينبغي لبس الكمامة وواقٍ للعينين وقفاز ومريول واقٍ للجسم. كما أهاب بأخذ الحيطة عند التعامل مع لحوم الجمال النيئة، وعدم شرب الحليب قبل غليه، أما اللحوم المطبوخة فلا تشكل خطرا. من جهته، أكد رئيس وفد منظمة الصحة العالمية ومدير شعبة مكافحة الأمراض المعدية في مكتب إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية الدكتور جواد محجور أن محاصرة «كورونا» والقضاء عليه خلال هذه الفترة تشكل أولوية، وأن الأمر لا يستدعي إعلان حالة الوباء، مشدداً على أن المنظمة لا توصي بأي إجراءات بشأن إيقاف السفر داخل أو خارج المملكة. وأشاد بجهود المملكة الوقائية ممثلة في وزارة الصحة لإيقاف انتشار الفيروس، إضافة إلى إجراء عديد من البحوث من أجل التعرف على المرض. أكد وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور زياد ميمش خلال المؤتمر الصحفي أن الوضع مطمئن ولا يدعو للقلق. وقال في رد على سؤال ل «الشرق» حول تحور الفيروس الذي بدأ بإصابة كبار السن ومن ثم الشباب والآن الأطفال، إن الحالات التي سجلت للأطفال محدودة جداً، وكانت لمخالطين لم تظهر الأعراض عليهم. وبينت العينات التي أرسلت للفحص أن الفيروس هو نفسه لم يتغير. وحول لبس الكمامات في المواقع العامة أوضح أن الوزارة لا تنصح المجتمع بلبسها في الشوارع والمدارس والأماكن العامة، بل يجب أن يقتصر ذلك على المخالطين من الأطباء والممرضين أثناء دخولهم على المرضى، مبيناً أن الاستمرار في لبسها قد يحولها إلى مصدر للعدوى. أكد المستشار الطبي المستقل لوزارة الصحة الدكتور طارق محمد مدني، خلال المؤتمر الصحفي، أن المطهرات والمعقمات الموجودة في المنازل وتلك التي تستخدم في المستشفيات كافية للوقاية من الفيروس، وأن الوزارة توصي بتطهير الأسطح والطاولات والدرابزين الجانبي للدرج والسلالم الكهربائية، والأدوات التي تستخدم بشكل مستمر مثل الريموت كنترول ومقابض الأبواب وأزرة المصاعد الكهربائية، مشيراً إلى أنه لا يوجد تفسير لانتشار المرض بين الرجال أكثر من النساء، لكن ربما يعود إلى أنهم أكثر ترددا على الأماكن العامة من النساء.