حذر وزير الصحة المكلف عادل فقيه من مخالطة "الجمال" مباشرة حتى يتم التأكد من دورها في انتشار مرض "كورونا" من قبل باحثين ومتخصصين، خاصة إن كانت الجمال المصابة بأعراض تنفسية كالزكام وسيلان الأنف فينبغي لبس الكمامة وواقي للعينين وقفاز ومريول واقٍ للجسم، مهيبا بأخذ الحيطة عند التعامل مع لحوم الجمال النيئة وعدم شرب الحليب قبل غليه، أما اللحوم المطبوخه فلا تشكل خطرًا. وأشار إلى أن الرجال أكثر إصابة بالمرض من النساء لسبب غير معروف علميًا.. جاء خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد مقر ديوان وزارة الصحة بالرياض أمس.. ونفى فقيه حصول الأطباء والطبيبات والكادر الفني على إجازات خوفًا من الإصابة بالمرض، موضحًا أنها حالات فردية لا تعمم، مقدمًا شكره للكوادر الطبية والفنية في جميع المستشفيات وخاصة التي سجلت حالات. وقال: إنه يجب على المجتمع أن لا يأخذ المعلومات من مواقع التواصل الاجتماعي أو من أشخاص يسوقون أوهامًا ليحققوا أرباحًا مادية مستغلين ضعف ثقافة بعض أفراد المجتمع، وبين أن وزارته استعانت بفريق عالمي دولي متخصص وفريق محلي للقضاء على الفيروس بشكل سريع وعلمي. وأضاف: إننا لا ننصح باستعمال الكمامات في جميع المواقع، فقط تلبس أثناء مباشرة المصابين بالمرض والمخالطين في المستشفيات، مؤكدًا أن منظمة الصحة العالمية تنفي أن يصنف المرض بأنه "وباء". وأضاف: السؤال المهم: ماذا يجب أن نعمل؟ وكيف نعمل على منع زحف المرض؟، مؤكدًا أن المرض ليس "حرب فيروسات" مبينًا أن الوزارة لديها غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة حتى نقضي على المرض ونطلع المجتمع بكل شفافية على تفصيل المرض. وكشف وزير الصحة المكلف أن وزارته بدأت تنفيذ خطة عاجلة لفهم وتحليل طبيعة فيروس كورونا وبحث أفضل سبل لاحتوائه والوقوف على الوضع الصحي في المملكة، وذلك من خلال مناقشة المستجدات والتدابير الواجب اتخاذها لمواجهة التهديدات التي يشكلها الفيروس وسبل الحد من انتشاره. وأضاف: إنه جرى مؤخرًا اتخاذ سلسلة من الإجراءات الفعالة والخطوات الجادة للحد من انتشار الفيروس في المملكة شملت إجراء سلسلة من الزيارات الميدانية لعدد من المستشفيات في مختلف أنحاء المملكة لهدف الوقوف على مدى جاهزيتها واستعداداها لاستقبال أي حالات مصابة بالفيروس، لا قدر الله، بالإضافة إلى تعيين المجلس الطبي الاستشاري الذي أنشأته الوزارة مؤخرًا للمساعدة في مواجهة هذا التحدي حول الصحة العامة في المملكة، واصفًا هذا المجلس بأنه ركيزة أساسية في دعم جهود وزارة الصحة. وبين أن الإجراءات شملت تخصيص 3 مراكز طبية لمواجهة الفيروس وهي مدينة الملك عبدالله الطبية بجدة والذي يعتبر المركز الرئيس لمكافحة الفيروس ومستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز بالرياض ومجمع الدمام الطبي بالمنطقة الشرقية. وأشار فقيه إلى أن وزارة الصحة تدرس جميع الخيارات التي يمكنها مواجهة هذا التحدي الذي يتعلق بالصحة العامة بالمملكة في ظل الجهود المستمرة والإجراءات الصارمة التي تتبعها الوزارة ضمن خطتها العاجلة للحفاظ على سلامة مجتمعها في ظل الوضع الراهن ويتوقع الإعلان عن المزيد من القرارات في الأيام القريبة. وأكد أن وزارته ملتزمة بمبدأ الشفافية والإفصاح سواءً مع وسائل الإعلام أو أفراد المجتمع السعودي وتوفير جميع ما يحتاجونه من معلومات عن الوضع الراهن إذ أننا مؤمنون بأنهم لن يستطيعوا المساهمة معنا في مكافحة الفيروس إلا إذا حصلوا على المعلومات الدقيقة حال توفرها، مؤكدًا أن موقع الوزارة على الإنترنت يتم تحديثه يوميًا ووضع تفاصيل كاملة عن الحالات التي تم رصدها ومواقع هذه الحالات وأعمار المصابين والجنس للحالة. من جانبه، أكد الدكتور جواد محجور رئيس وفد منظمة الصحة العالمية ومدير شعبة مكافحة الأمراض المعدية بمكتب إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية أن محاصرة فيروس كورونا والقضاء عليه خلال هذه الفترة تشكل أولوية وأن الأمر لا يستدعي إعلان حالة الوباء، مشدداً على أن المنظمة لا توصي بأي إجراءات بشأن ايقاف السفر داخل أو خارج المملكة. وأشاد بجهود المملكة الوقائية ممثلة بوزارة الصحة لإيقاف انتشار الفيروس، إضافة الى إجراء العديد من البحوث من أجل التعرف على المرض، مما يسهم في معرفة طرق الوقاية منه، مشيراً في هذا الصدد إلى استقطاب الوزارة للعديد من الخبراء والاستشاريين من داخل وخارج المملكة لمناقشة مستجدات الفيروس للحد من انتشاره. وأوضح وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور زياد ميمش أن الوزارة تتابع جميع المستجدات وتعمل على مدار 24 ساعة من خلال لجانها المتخصصة، مبينًا للجميع أن الوضع مطمئن ولا يدعو للقلق. وحول لبس الكمامات في المواقع العامة، أوضح الدكتور ميمش أن الوزارة لا تنصح المجتمع بلبس الكمامات في الشوارع والمدارس والأماكن العامة، بل يجب أن يقتصر ذلك على المخالطين من الأطباء والممرضين أثناء دخولهم على المرضى، مبينًا أن الاستمرار في لبسها قد تحولها إلى مصدر للعدوى. وحول الاشتراطات الصحية الواجب توفرها في القادمين للحج والعمرة هذا العام، أوضح الدكتور ميمش أن الوزارة مع اللجان العلمية وضعت مجموعة من الاشتراطات و نصحت كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل أن يؤجلوا أداء الفريضة هذا العام. من جهته، أكد الدكتور طارق محمد مدني المستشار الطبي المستقل لوزارة الصحة، أن المطهرات والمعقمات الموجودة في المنازل وتلك التى تستخدم بالمستشفيات كافية للوقاية من الفيروس وأن الوزارة توصي بتطهير الأسطح والطاولات والدرابزين الجانبي للدرج والسلالم الكهربائية والأدوات التى تستخدم بشكل مستمر مثل الريموت كنترول مقابض الأبواب وأزرار المصاعد الكهربائية، مشيرًا إلى أنه لا يوجد تفسير لانتشار المرض في الرجال أكثر من النساء، وربما يعود إلى أن الرجال أكثر ترددًا على الأماكن العامة. المزيد من الصور :